وصف الكاتب السعودي بصحيفة الشرق الأوسط عبد الرحمن الراشد، ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن وثيقة مسربة قالت إنها حصلت عليها؛ بأنها "ربما تفسّر مسار التوتر ثم الانفراجة في علاقة واشنطن بالرياض"، مشيرًا إلى أن الأيام الأخيرة شهدت مهمة عمل لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في جدة "في مهمة عمل استغرقت منه ثلاثة أيام، فيها ساعتان مع ولي العهد، تبدو الأهمّ في علاقات البلدين منذ تدهورها".
وأضاف "الراشد" في تغريدة على حسابه في منصّة "تويتر": "تقول الواشنطن بوست إنها حصلت على وثيقة سرية أمريكية مسربة حذر فيها ولي العهد MBS الرئيس بايدن بأنه إذا استمرّ في تهديد المملكة "فلن يتعامل مع حكومته بعد الآن".
ورأى "الراشد" في سياق الإجابة عن سؤال "لماذا نشرتها صحيفة العاصمة الآن؟"، أن ذلك "يبدو لإحراج إدارة بايدن، فهي الصحيفة التي تقود الحملة ضد الرياض"، ومضيفًا: "الوثيقة بعد تهديدات بايدن للرياض بـ"عقوبات" على خفض المملكة العربية السعودية إنتاجها من النفط الخريف الماضي".
وفي تقرير لقناة "الحرة" نشرته اليوم "9 يونيو 2023": ذكرت فيه أن صحيفة "واشنطن بوست" نشرت، نقلًا عن وثائق "ديسكورد" السرية المسربة، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوح بتغيير جذري في العلاقات السعودية الأمريكية التي استمرت لعقود، مشيرة إلى أن الوثائق السرية التي تنقل عنها صحيفة "واشنطن بوست"، نشرت خلال الأشهر الماضية على تطبيق المراسلة الشهير "ديسكورد" كجزء من تسريب واسع النطاق لمستندات حساسة للغاية تتعلّق بالأمن القومي الأمريكي؛ حيث تتهم السلطات الأمريكية، جاك تيكسيرا، العنصر في الحرس الوطني البالغ 21 عامًا، الذي اعتقل في أبريل الماضي؛ بنشر هذه الوثائق العسكرية السرية على الإنترنت.
وفي سياق النقل من الوثائق المسربة ذكرت الصحيفة أنه في العام الماضي تعهّد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بفرض "عواقب" على السعودية بعد قرار تحالف منتجي النفط الذي تقوده الرياض وموسكو بخفض إنتاج الخام الأسود، وسط ارتفاع أسعار الطاقة مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، ولكن بعد 8 أشهر لم يفرض بايدن عواقب على المملكة واستمر كبار المسؤولين الأمريكيين في التواصل مع نظرائهم السعوديين، بما في ذلك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي اختتم رحلته للرياض أمس الخميس، بعد أن التقى بولي العهد السعودي.
وقد حظيت هذه التسريبات بتفاعل كبير على منصة تويتر، وتم تناقل تعليق للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "لسنا على علم بمثل هذه التهديدات من قبل السعودية، غالبًا ما تمثل مثل هذه الوثائق لقطة واحدة لحظة من الزمن، ولا يمكن أن تقدم الصورة الكاملة. الولايات المتحدة تواصل التعاون مع السعودية، وهي شريك مهم في المنطقة، لتعزيز مصالحنا المشتركة ورؤية منطقة أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارًا".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز": فإن زيارة بلينكن إلى الرياض التي استمرّت ثلاثة أيام تمثّل "أوضح جهد" حتى الآن من قبل إدارة بايدن لتجاوز الخلاف الذي عبّر عنه الرئيس الأمريكي للأمير محمد بن سلمان وحكومته خلال الخريف الماضي.
كما أبرز التقرير كيف "سعت السعودية إلى تقديم نفسها كلاعب عالمي غير مرتبط بواشنطن؛ ففي الأشهر الأخيرة أنهت الأعمال العسكرية في اليمن، واستعادت العلاقات مع عدوها اللدود "إيران"، ودعت رئيس النظام السوري بشار الأسد للعودة إلى جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد من الحظر"، مستشهدة بتعليق لخبير شؤون الشرق الأوسط بمعهد بروكينغز، بروس ريدل: "تعود الرياض إلى سياسة خارجية أكثر تقليدية تتجنب الصراع وتفضل التكيف مع المنافسين".