"سبق" تُحاور مختصين.. هل شهر رمضان فرصة لتغيير العادات السيئة؟

ومن ضمن هذه العادات.. الضغط والتوتر الذي يُصيب العقل بالأرق المستمر
"سبق" تُحاور مختصين.. هل شهر رمضان فرصة لتغيير العادات السيئة؟

يومٌ واحدٌ يفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك، الضيف الذي أجمع الكل على محبته، واعتبره الكثيرون فرصةً ذهبية لتغيير بعض من العادات السيئة التي قد باءت المحاولات في إصلاحها وتجاوزها الفترة الماضية دون جدوى.

وتُشكِّل عادات "التدخين، والغضب، والسمنة المفرطة، والإسراف" من أبرز المشكلات التي يتفق الكثيرون أنها ملازمة لحياتهم، ويِسعون إلى إيجاد الحلول اللازمة لها ولم يتغلبّوا عليها، على الرغم من كونها لا تزال "أحلامًا وأمنيات" قد تكون منذ أعوام دون نتائج مثمرة.

"سبق" على طاولة مختصين

"سبق".. تُسابق الضيف "رمضان" وتُحاور المختصين الذين أجمعوا على أن فترة الضيافة التي لا تتجاوز الـ30 يومًا؛ قادرة بعد الله في تهذيب النفس والابتعاد عن كل ما هو مؤذٍ لها، بل وفرصة سانحة ومهمة في تغيير الكثير من نمط الحياة اليومي لما هو أفضل، في كل ما يتعلّق بأمور "العبادة والسلوك والصحة والوقت والارتقاء للأعلى".

نعمة بلوغ "رمضان"

أستاذ الفقه المشارك بجامعة الأمير سطام بالخرج، الدكتور "أحمد الشثري"، قال: "نحن في استقبال شهر كريم مبارك، شهر الصيام والقيام، شهر تلاوة القرآن، شهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات، شهر المسارعة إلى أنواع الطاعات والمنافسة في الخيرات، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعًا، فبلوغ هذا الشهرِ الكريمِ نعمةٌ كبرى يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون، فقد كان نبيُّ الأمة القدوة المثلى محمد - عليه الصلاة والسلام - يتمنى بلوغ هذا الشهر المبارك, ويسأل ربه بلوغه حتى كان يردد في دعائه: "اللهم بلغنا رمضان".

استشعار واغتنام

وأضاف: "الواجب على الأحياء استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة، فالحسرة ما بعدها حسرة, خسارة هذا الفضل في رمضان، وقد كان - عليه الصلاة والسلام - في هذا الشهر أجود وأكرم الناس بماله وخلقه وسعة صدره، وكان أجود ما يكون في رمضان، وكان جبريل يأتيه فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، ففي رسولِ الأمةِ قدوةٌ حسنة".

وأتبع: تفرغوا لطاعته وعبادته، وتحسسوا دُورَ الفقراء والمساكين، ومساكن الأرامل والأيتام في هذا الشهر الكريم، وليكن لشهر الصيام أثرًا في النفوس, وحذار حذار أن تكونوا من الذي يقضي نهاره نائمًا، ويقطع ليله هائمًا، حتى يضيع عليه وقته في لهو ولعب وغفلة، وتضييع وهدر للأوقات.

توبةٌ وعودة

وختم "الشثري": ليكن شهر رمضان فرصة للمحاسبة ليحاسب كل واحد منا نفسه، ليحافظ على الصلاة في الجماعة من كان تاركًا للصلاة مفرطًا في أدائها مع الجماعة، لينته عن المحرمات من كان مرتكبًا للمحرمات، ليطهر كلُّ مسلم قلبه من الأغلال والأحقاد، ليجلس مع نفسه جلسة محاسبة وليكن رمضانُ بداية للصلة والتصالح بينك وبين أخيك، جاهد نفسك على ذلك، وليعلم المسلم أنه لا يرفع له عمل صالح مادام بينه وبين أخيه قطيعة وخصومة".

تحدٍ محفّز

طبيب الأسرة، الدكتور "علاء الرحيلي"، قال: شهر رمضان فرصة عظيمة للإقلاع عن العادات السيئة والتي يأتي في مقدمتها، الإقلاع عن التدخين وشرب المُسكرات، وكذلك فرصة لإنقاص الوزن وتنظيم الغذاء، وجعله تحديًا محفزًا للتغلّب على بعض السلوكيات التي تبرمج العقل الباطن على عدم رغبتها أثناء ساعات الصيام الطويلة، وجعل ذلك دافعًا ومشجعًا ولو بشكل تدريجٍ لمواصلة ذلك حتى فترة ما بعد الإفطار".

بداية رحلة الإقلاع

وأضاف: قد يجد الشخص صعوبةً في بداية رحلة الإقلاع، ولكن بالعزيمة والإصرار وزيارة العيادات المتخصصة وتغيير بعض العادات التي كانت تُحفّز على العودة لهذه السلوكيات، أمثال أماكن التدخين المعتادة أو رفقاء العادة والابتعاد عنهم فترة التعافي، والإكثار من الفواكه التي تُعزّز من فرص الإقلاع، مثل البرتقال.

وقاية وعلاج

وواصل: تُشكّل مشكلة السمنة والسُكّري عائقًا كبيرًا لدى البعض، ويُعد رمضان، فرصةً وقائية وعلاجية لإعادة النظر في النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وتحفيز الجسم للعودة إلى البناء السليم والصحيح وإعادة ترميم ما أفسدته الشهور، ومراعاة أن العادات السيئة قد لا تتغيّر ما لم يستفد من أعظم الفرص السانحة والمحفّزة كشهر رمضان.

صيام متقطع

وقال: "أكدت الأبحاث العلمية جدوى وفوائد الصيام المتقطع من (٨-١٦) ساعة يوميًا وجدوى ذلك في تحسين الصحة من منظور طبي وليس من منظور ديني، ولعل شهر رمضان جالبًا لغنائم "الأجور العظيمة، والفوائد الصحية والنفسية التي سنجنيها من الغذاء المنظم على الجسم بشكلٍ عام".

خطر السهر

وأكدت الاختصاصية الاجتماعية "شيماء العنزي": أن عادة السهر في شهر رمضان من أخطر العادات التي تؤذي النفس، وتصل تأثيرها على الأسرة. حيث يؤثر ذلك على هرمونات الجسم، وترفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، ويُسبّب خللاً في الجهاز المناعي، ويرفع معدل الإصابة بالأمراض.

تشجيع وتحفيز

وأضافت: يجب على الوالدين أن يكونوا قدوةً صالحةً لأبنائهم، ويُحدّدوا أوقاتًا مناسبةً للترفيه وأخرى للاستذكار والتدريب وتنمية المهارات، وقبل ذلك زرع ثقافة النوم الكافي وجعله عادة تنمو معهم من الصغر، وتشجيعهم بأن شهر رمضان ليس موسمًا للسهر والكسل، بل ميّزه الله عن بقية الشهور بفضائل يجب أن يُستفاد منها لا يُستهان بها، ولا تُضيّع الأوقات بالإفراط في الوقت بالانشغال في الركض خلال البرامج الرمضانية الفضائية التي تسرق الوقت وتحفّز على السهر.

وختمت حديثها: "يجب علينا أن نبتعد عن العادات السيئة التي تُضعف الصحة وتدمّرها، ومن ذلك الضغط والتوتر الذي يُصيب العقل بالأرق المستمر، ويجعله في إطار السلبية التي تُضعف إنتاجيته وقد تُتلِفه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org