تطمح المملكة إلى بناء مشروع نووي ذي طابع سلمي، ولإنشاء المشروع صدر الأمر السامي رقم 43309 بتاريخ 19/9/1438هـ، بإنشاء "المشروع الوطني للطاقة الذرية"، وقد أقر مجلس الوزراء المشروع في1/11/1438هـ، وينبع طموح المملكة لبناء مشروع نووي من حاجتها إلى إيجاد حلول ناجعة إلى التحديات، التي تواجه قطاع الطاقة فيها، وقد عرضت المملكة هذه التحديات على صفحة "المشروع الوطني للطاقة الذرية"، بالموقع الإلكتروني لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة.
وأوضحت المملكة أن الزيادة المطّردة في استهلاك الوقود الأحفوري، الناتج عن نمو الطلب المتزايد على الطاقة في القطاع الصناعي والسكني، يتصدر تحديات قطاع الطاقة فيها، لا سيما أن من المتوقع أن تتجاوز ذروة الطلب على الكهرباء بوتيرته الحالية 120 جيجاوات، وتصل تحلية المياه إلى 7 ملايين متر مكعب يومياً بحلول عام 2030؛ وبناء على ذلك فإن واقع التنمية المستقبلية في المملكة يتطلب بناء قطاع للطاقة البديلة، يمكنه ضمان استقرار مزيج الطاقة في المملكة والوفاء باحتياجاتها من الطاقة.
فالدافع الأساسي، الذي يحدو المملكة إلى بناء "المشروع الوطني للطاقة الذرية"، هو حاجتها إلى الطاقة اللازمة لعملية التنمية المستدامة والشاملة، التي تشهدها حالياً وفي المستقبل، حيث ستكون الطاقة مطلباً حيوياً لإنتاج الكهرباء، والمياه المحلاة، والطاقة الحرارية للعمليات الصناعية، وارتباط المشروع بعملية التنمية يجعله مشروعاً ذا طابع سلمي خالص.
وحول موقف المملكة من امتلاك الأسلحة النووية في المنطقة، قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حواره مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية: "لا تحتاج إلى امتلاك سلاح نووي؛ لأنك لا تستطيع استخدامه، وإن أي دولة تستخدم السلاح النووي فهذا يعني أنها تخوض حرباً مع العالم بأكمله"، وتوضح إجابة ولي العهد أن الموقف المبدئي للمملكة لا يؤيد امتلاك الدول أسلحة نووية، وإنما يؤيد أن تصبح المنطقة خالية من السلاح النووي، لكن في حال إذا امتلكت إيران سلاحًا نوويًا؛ فإن ضرورات الأمن القومي للمملكة تفرض عليها امتلاكه لتحقيق التوازن في الردع، وقد أكد ولي العهد ذلك بقوله: "نحن قلقون من امتلاك أي دولة السلاح النووي، وإذا امتلكت إيران أسلحة نووية فسنقوم بالمثل. إذا حصلوا عليه فيتعين علينا أن نحصل عليه".