عُرفت المملكة بابتعادها عن أسلوب خلط السياسة بالرياضة أو الأيديولوجيا في الدين، وعدم استثمار المحافل والفعاليات لتسويق المواقف والشخصيات السياسية وتصديرها للآخرين، كذلك حمل اللافتات وغيرها من المسالك التي لا تخدم الهدف الأسمى من هذه الفعاليات الشبابية التي يجب ألا تخرج عن الأُطر المرسومة لها.
فجاء إلغاء مباراة السوبر التركي لكرة القدم في الرياض بين فريقي فناربخشه وغلطة سراي تماشيا مع لوائح وأنظمة كرة القدم التي تفرض اللعب دون الخوض في الجوانب السياسية برفع اللافتات والصور أو مخالفة التعليمات المسبقة.
مع ما ترتبط به المملكة من علاقة وثيقة مع الجانب التركي، فهي ثنائية بلدين تنمو في المجالات كافة، وتركيا تدرك أهمية المملكة ومكانتها في الوجدان العربي والإسلامي، فمن الطبيعي المؤكد ألا تؤثر فعالية عابرة كهذه في عمق هذه العلاقة، والتزام المملكة بالسماح بعزف النشيد الوطني للجمهورية التركية ورفع العلم التركي داخل الملعب وفي المدرجات دليلاً على الاحترام والمحبة.
وبالعودة للوراء قليلاً نجد أن هذه الحالة ليست أمراً استثنائياً، فقد ألغيت منافسات كروية لأسباب مشابهة لنفس المُسوغات التي اتخذتها المملكة لعدم مراعاة الأنظمة الرياضية المحلية والدولية التي تُشدد على ضرورة التنافس الشريف واحترام الاتفاقيات التي تسبق عادة الانطلاقة.
لم يلتزم الفريقان التركيان بما انتهت عليه الاجتماعات التحضيرية التي سبقت المباراة بضرورة التقيّد بمقتضيات التنظيمات الخاصة بهذه المباراة وفقاً للوائح والأنظمة الدولية وعدم رفع الشعارات السياسية بصورة لا تخدم مثل هذه الفعاليات.