تؤمن المملكة بأهمية التعاون التام مع الدول العربية، في المجالات كافة، والانتقال بهذا التعاون إلى التكامل، الذي يجعل الدول العربية، وكأنها أمة واحدة، يستطيع المواطن الأردني أن يعمل في السعودية، ويستثمر في الكويت، ويقيم في مصر، ويتزوج من اليمن.
ولطالما كانت المملكة حريصة خلال العقود الماضية، على الانفتاح مع جميع الدول العربية، من خلال تبادل المعرفة والعمالة، والاستثمار في الدول الشقيقة، والاستفادة من إمكانات الدول العربية، من خلال إعادة استثمارها في صورة شراكة، تثمر عن مشاريع مشتركة ناجحة.
وكان للقوة الناعمة دورها في تعزيز الشراكة والتكامل بين المملكة من جانب، وبقية الدول العربية من جانب آخر، وقامت وزارة الرياضة السعودية، بمجالات عدة، رسخت بها التعاون مع عدد من الدول العربية، من خلال توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الشباب والرياضة.
وعندما أرادت المملكة النهوض بالأندية الرياضية، وتأسيس فرق رياضية جديدة، تنافس بها في البطولات الدولية، أقدمت على التعاقد مع مدربين عرب، للتدريب في الأندية السعودية، ولم يقتصر استقدام المدربين على دولة بعينها، وإنما جاء من دول، منها الأردن والجزائر وتونس والسودان والإمارات والعراق والبحرين وقطر ومصر والكويت.
وكان لوزارة الثقافة دورها في تعزيز هذا التكامل مع الدول العربية في مجالات تخصصها، واختارت الشراكة والتكامل مع تنظيم وإدارة مناسبات ثقافية، وحدث هذا مع دول عمان، والإمارات، وقطر، والبحرين، الكويت، والعراق، ومصر، والأردن، وجيبوتي، واليمن، والسودان، والمغرب، وفلسطين، والصومال، والجزائر، وليبيا، وجمهورية القمر.
وساهم هذا التكامل بين الدول العربية، في إقامة مناسبات وملتقيات ثقافية، ودعمت مشاريعها، كما وقعت عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ونفذت مشروعات ثقافية منها: صندوق النمر العربي، الخط العربي، حداء الإبل، إضافة إلى التعاون ضمن مؤسسة التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع.
وبجانب الرياضة، والثقافة، كان للشراكة الاقتصادية مسارها الواضح في العديد من الاتفاقيات المبرمة بين المملكة والعديد من الدول العربية، وعملت المملكة على إقامة مشاريع في مجال الربط الكهربائي مع عدد من الدول العربية، مثل قطر، والأردن، ومصر، والعراق، والجزائر، للمساهمة في التقليل من مخاطر توقف الطاقة المنتجة من محطات الطاقة المتجددة، إلى جانب تعزيز قدرات الدول المستفيدة.
ورقمياً، عملت المملكة على رفع مستوى القدرات لأفراد المجتمع العربي، حيث وقعت، ممثلة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في ديسمبر 2021 مذكرة تفاهم مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، وذلك بهدف محو الأمية الرقمية عبر تعزيز مجالات التعاون المشترك لنشر الوعي التقني وإثراء المحتوى العربي التقني.
وفي الفضاء، تفاعلت المملكة مع محيطها العربي، وعملت مع دول في المنطقة، منها البحرين، وسلطنة عمان، والكويت، والعراق، والأردن، والمغرب، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، ولبنان، والسودان، وكذلك ضمن المجموعة العربية للتعاون الفضائي لتعزيز التعاون العربي المشترك في قطاع الفضاء وتشجيع وتفعيل التعاون العربي على صعيد الأنشطة الفضائية ذات الأهداف المشتركة، والتمهيد لتأسيس تعاون فضائي تحت مظلة الجامعة العربية، وقد عُقد آخر اجتماع للمجموعة في المنامة في سبتمبر 2022.