انطلقت، اليوم الأربعاء، في لشبونة، أولى فعاليات منتدى "كايسيد" للحوار تحت شعار "الحوار في سياق متحول: لإنشاء تحالفات من أجل السلام في عالم سريع التغير"، وذلك بمقر "الوكالة الأوروبية للسلامة البحرية - EMSA" في لشبونة؛ حيث بداية الجلسات وحفل الافتتاح بعنوان "تمهيد الطريق للتغيير الإيجابي"، وسط حضور نخب عالمية من كافة أنحاء العالم.
وقد افتتح الدكتور زهير الحارثي الأمين العام لمركز الحوار العالمي كايسيد ورئيس المنتدى الجلسة الأولى، صباح اليوم، في العاصمة البرتغالية لشبونة، واستهلّ كلمته الافتتاحية بالشكر لكل المشاركين من شخصيات وجهات، ومؤكّدًا أن هذا الاجتماع يأتي تتويجًا لعشر سنوات من الممارسة الحوارية التحويلية المستمرة.
واعتبر "الحارثي" أنّ العالم يتغيّر بشكل سريع، وأن على الجميع إبقاء الحوار المشترك وتبادل الأفكار نحو مستقبل مشترك لكل الأديان، وأنّ هذا المنتدى اليوم يشكّل دعوة للعمل ونجاحًا يعتمد على كل فرد في رحلة نحو الحوار والتأمل والتعاون والاحترام المتبادل، ودعم قيم التسامح والوحدة.
وفي كلمة للبطريرك "لمسكوني برثلماوس الأول"، رئيس أساقفة القسطنطينية؛ أكد أنه لا بد من تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع كوكب الأرض؛ لكونها تنطوي على تغييرات جذرية وصعبة، وأن الطريقة الحقيقية هي الحوار في سياق متحول لبناء جسور السلام. مضيفًا: أن علينا نحن كمجتمعات دينية طرائق جديدة للعمل معًا من أجل كسر الحواجز بين أتباع الأديان والثقافات والشعوب، وكذلك العمل على رفع مستوى الوعي حول الطرائق التي نستخدم بها مواردنا.
هذا وقال "د. هاينز فيشر" الرئيس النمساوي السابق: إن هذا المؤتمر هو بالضبط إحدى مهام كايسيد؛ إذ قدمت -أو قدمنا- العديد من المساهمات في هذا الاتجاه. وقد دعمت فلسفة كايسيد وقيمه بقناعة تامة منذ اليوم الأول لتأسيسه".
من جهته، وفي كلمته، قال فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله حميد، إمام الحرم المكي: إنه "بالحوار فقط نستطيع بناء جسور السلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية في جميع أنحاء العالم".
وأضاف الحميد: يمكن للحوار الحقيقي أن يبني شراكات وتحالفات قوية، ويوحد أصواتًا عالمية متعددة نحو التزام مشترك بتعزيز السلام والتضامن، وأن الطريقة التي بني بها السلام لا تكون بإسكان البنادق وإنهاء الحروب وحسب، بل تكون باحترام كرامة الناس وقبول الاختلافات والعمل معًا على تحقيق ما فيه خير للبشرية جمعاء، والتمسك بالقيم الإنسانية أيضًا.
فيما أكّد السيد "ماتيو رينزي" رئيس الوزراء الإيطالي السابق، أن هذه الجلسات غير الرسمية ترمي إلى تعزيز التفاهم والحوار بشأن إسهام كايسيد في توطيد السلام بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ مما يؤمّن تجربة ترحيبية زاخرة بالمعلومات للمشاركين.
وقد شاهد الحضورُ عدةَ فيديوهات تعريفية تبرز جهود كايسيد الحافلة، كما تمّ استكمال بقية الجلسات المجدولة بعناوين مثل "الكرامة الإنسانية عبر الحوار في سياق متحول"، وجلسة "المسارات التعاونية"، وثلاث جلسات متوازية، وجلسة نقاش حول "بناء السلام"، وجلسة حول "المدن الحاضنة للتنوع"، وأخرى موازية حول "حماية البيئة"، وجلسة أخرى حول "المكتبة الإنسانية: قصص القدرة على التكيف والأمل"، وكذلك عن "التماسك والحوار"، و"الكرامة الإنسانية عبر الحوار في سياق متحول".