يدعو الكاتب الصحفي م . طلال القشقري إلى إلزامِ شركاتِ التَّأمين بتخفيضِ تكلفةِ التَّأمين، وإلى عدم تكرارِ فرضِ غرامةِ عدمِ تجديدِ التَّأمين إلَّا مرَّة واحدة، كما يقترحُ أنْ تعتمدَ إدارةُ المرور قيمةَ غرامات عدم تجديد التَّأمين ضمن تكاليف عمل التَّأمين نفسه من قِبل الشَّركات، مطالبًا بمزيدٍ من الإنسانيَّة من إدارة المرور، ومؤكدًا أنَّ الغرامات المروريَّة ليست غايةً، ولا جبايةً، بل وسيلةً لتطوير وتحسين البيئة المروريَّة.
وفي مقاله "إنسانية غرامة التأمين المرورية!!" بصحييفة "المدينة"، يقول القشقري: "يقصُّ عليَّ مواطنٌ من ذوي الدَّخل المحدود، الذين ينفدُ راتبُهم الشهريُّ قُبيْل حلولِ موعدِ نزولِ الرَّاتبِ التَّالي (بِكَثِير)، أنَّ لديه سيَّارةً موديل ٢٠١٤، وحال انتهاء مُدَّة سريان التَّأمين ضدَّ الغير الخاصِّ بها، بدأ يبحثُ عن عروضِ تأمين تناسب دخله المحدود، وَعَمِلَ ميزانيَّةً لموازنةِ مصروفاتِهِ المعيشيَّة، وتكلفة التَّأمين الذي ارتفعت أسعارُه كثيرًا، خصوصًا للسيَّارات شبه القديمةِ مثل سيَّارتِهِ!.
ويضيف "القشقري" قائلاً: "خلال هذه الفترة التي لم تتجاوزْ أسابيعَ قليلةً، لم تُمهله إدارةُ المرورِ، وأمطرتهُ بوابلٍ من غراماتِ عدم وجود تأمين لسيَّارته؛ ممَّا وصل عددها لثلاثة على فترات ليست بعيدةً عن بعضها، حتَّى اضطرَّ لتغيير خطَّةِ موازنتِهِ الشهريَّة، واستخرجَ وثيقةَ تأمينٍ بحوالى 1300 ريال، على حساب مصروفاتِهِ المعيشيَّةِ، واحتياجاتِ بيتِهِ وأهلِهِ وذرَّيتِهِ، طبعًا مع تسديد الغرامات واجبةِ التَّسديد بمئاتِ الرِّيالات الأُخْرى، ريالٌ يردفُ أخاهُ الرِّياِل!".
ويعلق "القشقري" قائلاً: "في الحقيقة، أكادُ أجزمُ أنَّنا نحتاجُ لمزيدٍ من الإنسانيَّة من مقامِ إدارة المرور، فيما يخصُّ العديدَ من أنواع الغرامات المروريَّة، ومنها غرامةُ عدم تجديد وثيقة التَّأمين، فنسبةٌ كبيرةٌ من النَّاس في غِنى عن التَّأمينِ؛ بسببِ سياقتِهم المثاليَّة، ولا يحتاجُونَ لهُ إلَّا عندَ الحوادثِ التي قدْ لا تحصلُ لهم طيلةَ حياتِهم، ومع ذلك هم ملتزمُون بالأنظمة التي منها تجديد التَّأمين، لكن هناك شيءٌ من القسوةِ يُعاملُون بها، وتتمثَّل في تكرار فرضِ غرامةِ عدم تجديد التَّأمين مرَّة كلَّ فترةٍ بسيطةٍ كما هو مُشاهد، وقد لا تكفي المواطن لتوفيرِ تكلفةِ التَّأمين المرتفعةِ، وبهذا يكونُ هو الطَّرف الخاسر دائمًا، والواقع بين مطرقةِ شركاتِ التَّأمين وغرامات إدارة المرور!".
وينهي "القشقري" قائلاً: "أنا أدعو لإلزامِ شركاتِ التَّأمين بتخفيضِ تكلفةِ التَّأمين، وإلى عدم تكرارِ فرضِ غرامةِ عدمِ تجديدِ التَّأمين إلَّا مرَّة واحدة، فكما أسلفتُ في مقالاتٍ سابقةٍ أنَّ الغرامات المروريَّة ليست غايةً، ولا جبايةً، بل وسيلةً يُرجى منها تطوير وتحسين البيئة المروريَّة، لكنْ هكذا ستصبحُ مصدرَ تعبٍ للمواطن، وإفراغًا للقليل المتبقِّى في جيبه، كما أقترحُ أنْ تعتمدَ إدارةُ المرور قيمةَ غرامات عدم تجديد التَّأمين ضمن تكاليف عمل التَّأمين نفسه من قِبل الشَّركات؛ تعاونًا بين الجهتين، وتخفيفًا على المواطن، وفي ذلكِ إنسانيَّةٌ نبيلةٌ يستحقُّها المواطنُ، وتقدر عليها إدارة المرورِ العزيزة".