أكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن الحرمين الشريفين شهدا في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- أعظم وأضخم مشروع قرآني عالمي في نشر القرآن الكريم؛ إذ يُعدُّ الأكبر تاريخيًّا، ويُعتبر غير مسبوق.
وثمَّن الرئيس العام لدى افتتاح الدورة الصيفية الإثرائية المكثفة للقرآن الكريم وحفظ المتون العلمية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، التي أقامتها وكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية بالمسجد الحرام، بالتعاون مع وكالة الرئاسة للمسجد النبوي، الدعم الكبير من ولاة أمر هذه البلاد -حفظهم الله-، وتوجيهاتهم السديدة للتوسع في نشر حلقات تحفيظ القرآن الكريم في رحاب الحرمين الشريفين.
وتابع قائلاً: "ما أجمل وما أعظم أن نرى هذه الدورات الصيفية الإثرائية المكثفة للقرآن الكريم في رحاب المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبين سواري الحرمَين وأرجائهما، حيث تنطلق حناجر القاصدين والعاكفين بتلاوتهم كتاب الله؛ وتسمع لهم بكتاب الله دويًا كدوي النحل. تالله إن هذه لهي العمارة الحقيقية للحرمين الشريفين".
وأضاف: "إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد -حفظهما الله-، يهتمان بالقرآن الكريم وعلومه اهتمامًا بالغًا؛ لما فيه من أثر كبير وبالغ في نفوس المسلمين في العالم".
وأضاف: "إني لأجدني عاجزًا عن شكر الله سبحانه وتعالى فيما يتحقق من مواسم الخيرات، ويتتابع من غنائم الطاعات.. فها هو اليوم تدشين انطلاقة الدورات الصيفية المكثفة في الحرمين الشريفين والمسجدين المنيفين، التي يشارك فيها أكثر من (70) طالبًا وطالبة، جاؤوا ليتنافسوا في تلاوة كتاب الله الكريم، ويتسابقوا في حفظه".
وتابع: "نشهدهم اليوم ونسمع تلاواتهم، ونرى جلالهم وجمال تنافسهم وعظيم همتهم وشرف ما هم فيه.. فلله الحمد كثيرًا على أن نالت المملكة العربية السعودية هذا الفضل الذي لا يدانيه فضل، في أن يرتبط أبناء العالم الإسلامي بهدف واحد، وكتاب واحد، يعبدون ربًّا واحدًا، ويتبعون دينًا واحدًا، في أشرف مكان على الإطلاق، الحرمَيْن الشريفَيْن".
وأردف: "تعد هذه الحلقات القرآنية في الحرمين مشروعًا عظيمًا مباركًا في رؤيته، مسددًا في منهجه، موفقًا محظوظًا في كفاءاته والمنتسبين إليه، وفي تميزه الفريد، وفكرته الرائدة في بيت الله الحرام الذي جعله الله قِبلة ومثابة للناس وقيامًا وأمنًا. حلقات كأمثال اللؤلؤ المنثور في جنبات الحرمين، هي قِبلة كل قاصد، ومرجع كل مهتم بصحبة القرآن الكريم".