أكّد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن يوم التأسيس هو يوم قيام "المملكة العربية السعودية"، بلاد الحرمين الشريفين. وقال: هو يومٌ من أيام نعمة الله، علينا أن نشكره جلّ وعلا على نعمه بأن أنعم علينا بهذا اليوم التَّليد، والتاريخ المجيد.
وأضاف "السديس": وبيوم التأسيس كنّا، وبدونه لم نكن؛ ولهذا فنحن في نعمة عظيمة ما زلنا ولله الحمد والمنّة نتفيّأ ظلالها، ونَجُوسُ خلالَها.
ورفع الرئيس العام أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، والقيادة والشعب السعودي الكريم، بمناسبة ذكرى يوم تأسيس وطننا المعطاء قبل ٣ قرون على يد الإمام محمد بن سعود.
وأردف: إن لنا كسعوديين أن نفخر بهذه البلاد الطيبة المباركة، ونوثق ارتباطنا بتاريخها المجيد، ونوطد علاقتنا بتأسيسها الحميد، وهو فخر لكل المسلمين؛ لأن هذه البلاد قِبْلَتُهم، وهي متنزّل وحي ربهم، وهي محلّ مناسكهم؛ فكل مسلم يدين لهذه البلاد المباركة بهذه النعمة العظيمة، والمنحة الكريمة.
وتابع: يوم التأسيس له دلالاتٌ كبرى، وأهدافٌ عظمى، والاحتفاء به قرارٌ كريمٌ، وأمرٌ موفقٌ حكيمٌ، في ربط جيل الأبناء والأحفاد بتاريخ الآباء والأجداد، مؤسّسي هذه البلاد المباركة، وملوكها المَيامين، واستشعار جهودهم في بناء الدولة.
وأكّد "السديس" على أن بلادنا منذ تأسيسها وهي تُعنى بالإسلام، واتخذت القرآنَ الكريم وسنةَ الرسول ﷺ دستورًا لها، وسارت على نهج السلف الصالح، واهتمّت بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما؛ فهي دولةُ أصولٍ ومبادئ، وعلاقاتٍ وأسسٍ وركائز.
وقال: ففي اليوم 30 من شهر جمادى الأولى من عام 1139هـ، والموافق 22 من شهر فبراير من عام 1727م؛ أعلن الإمام محمد بن سعود قيام الدولة السعودية الأولى، ثم تبعها على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ "1824م" قيامُ الدولة السعودية الثانية، ثم تأسّست الدولة السعودية الثالثة، والتي قيَّض الله لها الإمامَ العادل الصالح، والملك المؤسس الناصح عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وذلك عام 1319هـ - 1902م، ووحّدها باسم "المملكة العربية السعودية".
وأضاف: سار على نهج الملك المؤسس من بعده أبناؤه الملوك الأماجد: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، وحتى هذا العهد الزاهر، والظلّ الوافر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وساهموا في بنائها وازدهارها، ونهضتها وتطورها.
ورفع أكفَّ الضراعة لله عز وجل بأن يحمي بلادنا العزيزة من كل شر ومن كيد الأعداء، ولقادتها الحكماء وشعبها الكريم بنور البصر والبصيرة، ورؤية الحقّ واتباعه، وتأييده سبحانه وتعالى بالنصر والعزة.