"الغاوي": حروب الجيل الرابع تحاول اختراق المجتمع الرياضي وشيطنة الدولة والمجتمع.. والوعي أهم سلاح

"الغاوي": حروب الجيل الرابع تحاول اختراق المجتمع الرياضي وشيطنة الدولة والمجتمع.. والوعي أهم سلاح

قال: كشفنا حسابات في غزة لفبركة القضايا السلبية عن السعودية.. وأخرى يديرها حوثي في صنعاء لتشويه رموزنا
تم النشر في

ما هي حروب الجيل الرابع؟ ومَن يقف خلف هذا النوع من الحروب؟ وما أساليب الهندسة الاجتماعية؟ هذه الاستفهامات الثلاثة وغيرها طرحها وأجاب عنها الصحفي الاستقصائي السعودي، حسين الغاوي، في حلقة جديدة من برنامجه "جمرة"؛ كاشفًا العديد من الحسابات الوهمية والمزيفة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" التي تُدار من خارج المملكة بأسماء سعوديين وسعوديات وتستخدم صورًا ورموزًا سعودية؛ ولكن سرعان ما تتحول تلك الحسابات، بعد أن تحظى بمتابعات عالية إلى معرفات معادية تتهجم على المملكة.

حروب الأجيال

وتفصيلاً قال "الغاوي": "في هذه الحلقة نستعرض لكم المزيد من التفاصيل حول أساليب الهندسة الاجتماعية، وفن اختراق العقول عبر حسابات إلكترونية استهدفت المجتمع السعودي خلال الفترة الماضية، وضروري جدًا نتذكر أن الحروب في هذا الزمن هي مختلفة تمامًا عن الماضي، ففي السابق كانت الأسلحة كفيلة بأن تدمر مجتمعًا ما، أما الآن أصبحت "السوشال ميديا" تقوم بهذا الدور من دون أي معدات عسكرية، وهذا ما يسمونه الآن بحروب الأجيال وتحديدًا الجيل الرابع من الحروب وبعضهم يسميه الجيل السادس من الحروب، والنوع هذا يتم إدارته عن بُعد وأخطر ما في هذه الحرب هي أنها تستهدف الإنسان وعقله وعواطفه، واستغلال كل من حوله كسلاح يُدار ويسيطر عليه؛ أي أنها حرب نفسية هدفها تدمير ثقة الناس بأنفسهم ومجتمعاتهم، وتجعلك تشعر بأنك تعيش في مجتمع سوداوي وبيئة سلبية من خلال ضخ أخبار سلبية وربطك بمتابعة كل ما هو سلبي".

التغلغل بشكل عاطفي

وأكمل:"لم يتوقف هذا النوع على الحروب النفسية فقط؛ بل يمارس الحرب على الثقافات والعادات وتبني أفكار هدامة للفطرة وإبرازها وأيضًا الدفاع عنها، فمع تطور الذكاء الاصطناعي صار الموضوع أخطر بكثير، وتقريبًا كل أنواع هذه الحروب نعايشها الآن، ولكن في الآونة الأخيرة لاحظنا الحرب الشرسة التي تكون في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا في أوساط المجتمع السعودي حسابات تُدار من الخارج وتحاول اختراق المجتمع من خلال تبني القضايا الداخلية والتغلغل بشكل عاطفي لأجل كسب الثقة، وطبعًا هذه الحسابات المزيفة لها اهتمامات على مختلف القضايا في المجتمع السعودي، فتجد حسابات تتكلم عن الرياضة، وحسابات أخرى تناقش قضايا المجتمع، وحسابات أخرى كذلك في القضاء، بل حتى في العقار، وحسابات ثانية تعمل مسابقات اجتماعية، وغيرها من الحسابات الهدف منها بناء الحساب من خلال كثرة المتابعات، ومن ثم يتحول الحساب المزيف في يومٍ وليلة إلى حساب معاد يهاجم المملكة".

فبركة ونشر قضايا المجتمع

وتابع "الغاوي": "أجريت الشهر الماضي تقصّيًا سريعًا على بعض الحسابات في تويتر وكشفت عملها للمتابعين؛ ووجدت حسابات تُدار من غزة هدفها فقط فبركة ونشر القضايا السلبية عن المجتمع السعودي بشكلٍ مقزز؛ تطورت هذه الحسابات حتى وصلت إلى مرحلة إذا أردت أن تفضفض ادفع 100 ريال كي ننشر لك التغريدة، وللأسف أن الحساب البنكي لتلك الحسابات داخل السعودية، هذا جانب".

وتابع: "والجانب الآخر، هناك حسابات تستخدم صور رموز سعودية تتحدث في السياسة، وإحدى تلك الحسابات تعود لشخص سوري يُوهم الناس أنه سعودي، وللأسف هذا الشخص لديه مئات الحسابات على هذه الشاكلة، وحسابات أخرى تُدار من صنعاء وتحديدًا من شركة إعلامية بجوار مصنع الوصابي للأسفنج يديرها قيادي حوثي يدعى "عبدالسلام جحاف"، وطريق عمل جحاف المعروف في صنعاء بجحاف الجلاب يقوم بإنشاء حسابات تُروّج لمسابقات وهمية بأسماء رجال أعمال سعوديين وتزعم تلك الحسابات أنها تقدم الأموال للمتسابقين، وأيضًا يطلب منهم بياناتهم الشخصية وبعد فترة تتحول تلك الحسابات إلى معرفات معادية هدفها شيطنة الدولة والمجتمع؛ على سبيل المثال حساب "عبدالسلام جحاف" بعد فترة تحول إلى معرف وهمي باسم حاتم الفقيه، وغيرها الكثير من المعرفات الوهمية التي يديرها جحاف بنفسه، مثل "مجتهد نجران" و"فهد الشهري" و"مؤسسة الوليد بن طلال"، وغيرها الكثير".

حسابات رياضية وهمية

وأضاف: "المصيبة أن هذه الحروب لم تتوقف عند القضايا الاجتماعية والسياسية؛ بل إنها حاولت اختراق المجتمع الرياضي بشكل خطير جدًا، مثل حساب لاقى تفاعلات الشهر الماضي باسم "مها السديري" زعمت أنها مشجعة هلالية في البداية، ثم بعد فترة قالت إنها نصراوية واستخدمت صورة وهمية، وبعد فترة بدأت في مهاجمة الحسابات الوطنية، لنكتشف لاحقًا أنها شخصية وهمية تُدار من خارج المملكة، وأيضًا حساب آخر بمعرف وهمي باسم "خالد السويلم" استخدم الطريقة نفسها، ولكن الفرق أن الحساب الأول كان يهاجم نادي الهلال ونادي النصر، والحساب الآخر كان يهاجم نادي الاتحاد بأسلوب بذيء جدًا".

حساب البروفيسورة المزيف

ويستطرد: "الأدهى والأمر هو الحساب الوهمي "نوف بنت حمد" التي زعمت أنها بروفيسورة ولديها مكتب قانوني في الرياض وأنها ستقوم برفع قضايا قانونية لدى النيابة العامة ضد كُتّاب ولاعبين ومشاهير بل إنها توعدت بإيصالها إلى الإنتربول، والمصيبة أن حساب "نوف بنت حمد" اعتمدت عليه أكثر من 170 صحيفة، ولك أن تتخيل أن هذا العدد من الصحف كانت تنشر القضايا الوهمية التي تكتب عنها "نوف بنت حمد" في حسابها، وبعد العودة إلى تغريدات الحساب القديمة عام 2017 اكتشفت أن هذا الحساب في جنيف لشخصية غير سعودية، لا هي بروفيسورة ولا هي محامية وليس عندها مكتب محاماة في الرياض، صحيح أنها قامت بإغلاق حسابها على الفور بعدما تم كشفها، ولكن شيء يزعل كيف هذه الصحف سعودية، عربية، عالمية اعتمدت على تغريداتها كمصدر والحساب وهمي مزيف؟".

كشف الحقائق

وواصل موضحًا: "أنا دوري كصحفي استقصائي يكمن في كشف الحقائق فقط، وهذه الحقائق موجودة أمامكم بالأدلة، وكل الذي اتمناه هو الوعي فقط؛ فعلى سبيل المثال أنيس منصور لديه عشرات الحسابات بشخصيات نسائية وهمية تم كشفها مثل حساب "عبير" و"مريم"، ولكن هذه الخلايا تعمل الآن على تطوير أساليبها، وبدأت تستفيد من التطور التقني وأخص بذلك الذكاء الاصطناعي للتلاعب بطريقة أكثر واقعية بالعقول، وما ذكرته أمثلة قليلة جدًا وغيرها الكثير ولو ذكرته لن انتهي".

السلاح الأقوى

واختتم "الغاوي" قائلاً: "على الرغم من تطور أساليب هذه الخلايا وددت أن أذكر لكم أقوى سلاح ممكن أن تكشف فيه خططهم مهما كانت تقنياتهم ألا وهو الوعي، وكل شخص مسؤول عن وعيه، اختراق العقول هذه الأيام أسهل من اختراق الأجهزة".

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org