ضجّت مواقع التواصل أمس الأربعاء بدعوات الرحمة ومشاعر الشفقة، بعد نبأ وفاة الشاب مشاري السبيعي وعائلته المكونة من أفرادها الثمانية؛ ليتبين أن القصة مفبركة.
القصة التي نسجها حسابٌ مجهول ادعى أنه فَقَد عائلته؛ عزز مصداقيتها حساباتٌ رسمية واصلت نسج الحبكة، وأعلنت أن "مشاري" نفسه لَحِقَ بأسرته إلى الدار الآخرة من هول الفاجعة!
وتفاعل مع الخبر المحزن مئات الحسابات عبر منصة X ومنصات السوشيال ميديا، وجرى تناقله على نطاق كبير، قبل أن يقطع "المرور السعودي" الطريق أمام الشائعة ويكذّبها قائلًا في بيانه: "ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي عن وفاة (8) أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري غير صحيح"، ويدعو إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
هذه الحكاية أعادت للأذهان قصة المغرد "سارة إبراهيم" قبل نحو 8 سنوات عندما أعلن صاحب الحساب أنه مصاب بمرض السرطان، لتندفع نحوه مشاعر التعاطف الجياشة، تمثلت في جمع تبرعات، والتصوير من جوار الكعبة للدعاء لسارة إبراهيم، واتجه بعضهم لحلق شعر رأسه تضامنًا ومساندة لحالة التساقط بعد العلاج الكيماوي؛ ليتضح فيما بعد أن القصة من وحي الخيال، ثم يختفي صاحب الحساب تاركًا خلفه قصصًا مخجلة من التفاعل والتعاطف المتكئة على الوهم دون التثبت.
ويغيب عن أصحاب هاتين القصتين وغيرهما الكثير في فضاء السوشيال ميديا، تبعات النشر المزيف والبعد الأمني لها؛ خصوصًا أن النيابة العامة تكرر كثيرًا العقوبة والتي تنص على السجن 5 سنوات وغرامة 3 ملايين ريال بحق كل من ينشر الأخبار الكاذبة أو يقوم بإرسالها.