أكّد أستاذ المناخ بجامعة القصيم "سابقاً"، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند؛ أن الليل والنهار يتساويان في الاعتدالين "21 مارس و23 سبتمبر" من الناحية النظرية الهندسية، لكن من الناحية العملية المحسوسة لا يتساويان.
تفصيلاً، أوضح "المسند"؛ أن عدد ساعات النهار لا يتساوى مع عدد ساعات الليل عند الاعتدالين الربيعي والخريفي؛ حيث يشير الواقع إلى أن عدد ساعات النهار تكون أطول من الليل بنحو 8 - 10 دقائق في العروض الجغرافية للمملكة العربية السعودية؛ ويعود ذلك إلى عوامل فلكية وفيزيائية.
وأشار إلى "الشمس ليست مجرد نقطة هندسية مضيئة في السماء كحال النجوم، بل هي جسم ذو حجم ظاهر، ووقت شروق الشمس يُحسب رياضياً عندما تبدأ حافة الشمس العليا بالظهور فوق الأفق الشرقي، بينما وقت غروب الشمس يُحسب عندما تختفي الحافة العليا تحت الأفق الغربي، وهذه الآلية تجعل النهار يزيد من 2 - 3 دقائق، ولهذا السبب يكون النهار أطول من الليل وقت الاعتدالين، مما يجعل وقت تساوي الليل مع النهار يتزحزح ويتأخر عن وقت الاعتدال الخريفي (22 - 23 سبتمبر) إلى نحو خمسة أيام (في السعودية 26 - 28 سبتمبر)، في حين أن وقت تساوي الليل مع النهار في الاعتدال الربيعي (21 مارس) يتقدم عنه بنحو 5 - 6 أيام (في السعودية 15 - 17 مارس) وهذه الفروق تختلف من دائرة عرض إلى أخرى، وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء زادت الفروقات".
وأضاف: "السبب الفيزيائي هو الانكسار الضوئي، الذي يحدث عندما تمر أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، وفي أثناء مرور الأشعة عبر طبقات الغلاف الجوي الأكثر كثافة، تنحني باتجاه سطح الأرض، مما يجعل صورة الشمس تشاهد فوق الأفق الشرقي عند الشروق، وتشاهد فوق الأفق الغربي وحقيقتها هي تحت الأفق!! (شرعياً نحن متعبدون بما تشاهده العين بغض النظر عن أثر الانكسار)، هذا التأثير يؤدي إلى بقاء الشمس مرئية لفترة أطول عند الشروق والغروب، مما يطيل النهار على حساب الليل وذلك عند الاعتدالين".
واختتم يقول: "بعبارة أخرى: الانكسار الضوئي يرفع الشمس نحو نصف درجة صعوداً في سمائنا عند شروق الشمس وغروبها، وهذا يطيل وقت شروق الشمس الفعلي، مع تأخير وقت غروب الشمس الفعلي، والنتيجة هي بضع دقائق إضافية من ضوء النهار، ليس فقط في الاعتدالين؛ بل كل يوم، والله أعلم".