"الحارثي": 5% من سكان المملكة مصابون بـ"الثعلبة" والتشخيص والعلاج المبكر ضرورة

أحد اضطرابات المناعة الذاتية ويصيب حوالي 2٪ من سكان العالم
استشارية الأمراض الجلدية رؤى بنت ساعد العرابي الحارثي
استشارية الأمراض الجلدية رؤى بنت ساعد العرابي الحارثي

كشفت استشارية الأمراض الجلدية بمستشفى قوى الأمن بالرياض، الدكتورة رؤى بنت ساعد العرابي الحارثي؛ أن داء الثعلبة هو أحد اضطرابات المناعة الذاتية التي تسبب تساقط الشعر في منطقة واحدة، أو مناطق متعددة من فروة الرأس، وهو من الأمراض الشائعة التي تصيب حوالي 2٪ من سكان العالم.

وأضافت "الحارثي": يُقدر معدل انتشار المرض في المملكة بحوالي 5٪، مشيرة إلى أن السبب الدقيق لداء الثعلبة ما يزال مجهولًا، إلا أن من الراجح أن هذا المرض يحدث عند مهاجمة الجهاز المناعي لبصيلات الشعر، فتتكوّن بقع دائرية أو بيضاوية الشكل جرّاء فقدان الشعر، وقد تتواجد هذه البقع في عدة أمكنة من الجسم، إلا أن تواجدها الأكثر يكون عند فروة الرأس.

وأشارت إلى أن هناك عدة عوامل تساهم في تحفيز جهاز المناعة لمهاجمة بصيلات الشعر؛ منها التوتر والإجهاد النفسي، وتناول أنواع معينة من الأدوية، وأمراض المناعة الذاتية، والتاريخ العائلي مع داء الثعلبة.

وبيّنت "الحارثي" أنه قد يكون التعايش مع داء الثعلبة أمرًا صعبًا للغاية؛ كون أن عملية تساقط شعر الرأس قد تكون مصدر قلق وحرج للمرضى؛ مما قد يؤثر على ثقتهم بأنفسهم، أو يؤدّي بهم في بعض الحالات إلى العزلة الاجتماعية.

وقالت الحارثي بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بداء الثعلبة، الذي يصادف اليوم الخامس من أغسطس: إن داء الثعلبة يشكّل عبئًا صحيًّا واقتصاديًّا على المرضى الذين لا يعانون فقط من تبعات المرض، بل يتحمّلون تكاليف العلاج أو شراء الشعر المستعار أو الحصول على استشارات نفسية، وقد يفقدون مصدر دخلهم بسبب أخذهم إجازات عن العمل، أو يجدون صعوبة في الحصول على وظائف.

وقد يؤثّر داء الثعلبة كثيرًا على الصحة العقلية والجسدية للإنسان؛ فالمصابون به يعانون من القلق والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، وصعوبة النوم والتركيز، وقد يمتدّ تأثير المرض إلى حدوث تغيرات في نمط حياة المريض، وفي درجة تفاعله الاجتماعي، ومزاولته للأنشطة. وقد يهاب مرضى داء الثعلبة الانخراط في الأنشطة الاجتماعية مثل الذهاب إلى الشاطئ أو السباحة، كما يقلّ نشاطهم الرياضي، أو تنعدم مشاركتهم في أي أنشطة أخرى تتطلب كشف شعر الرأس، بالإضافة إلى أن الإجهاد أو التوتر النفسي من بين السمات المصاحبة لداء الثعلبة؛ فالمرضى عادةً ما يعانون من حالات إجهاد وتوتر قد تكون سببًا في تفاقم حدة المرض.

وبيّنت الحارثي أنه لا توجد طريقة محددة للوقاية من داء الثعلبة، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكن للأشخاص القيام بها للمساعدة في التحكم في الحالة المرضية؛ أبرزها: إدارة الإجهاد والتوتر، تجنب محفزات المرض كتناول أدوية معينة، تناول الأدوية المحتوية على الكورتيكوستيرويدات أو المثبطة لإنزيم جانوس كيناز، والانخراط في مجموعات الدعم.

وأشارت إلى تأثير داء الثعلبة اجتماعيًّا على الأطفال والمراهقين والآباء والمرضى البالغين؛ فالأطفال المصابون عادةً ما يتعرّضون لمضايقات من أقرانهم أو يواجهون حالات تنمّر، وقد يتوارون خجلًا من مظهرهم؛ مما يتسبّب في حدوث مشكلات يواجهها الطفل إما في مدرسته، أو مع أصدقائه، أو حين انخراطه في الأنشطة الاجتماعية.

أيضًا يواجه المراهقون المصابون بداء الثعلبة صعوبات اجتماعية تجعلهم يحجمون عن التواجد في الأماكن العامة، أو المشاركة في المناسبات الاجتماعية؛ مما يؤثّر سلبًا على حياتهم الشخصية والاجتماعية.

وقد ينتاب آباءَ وأمهات الأطفال المصابين بداء الثعلبة القلقُ والتوتُّر، وهم يشاهدون أطفالهم قد فقدوا الرفاه العاطفي، وكيف أن المرض قد ألقى بنتائج سلبية على حياتهم الاجتماعية.

ولفتت إلى أن البالغين المصابين بداء الثعلبة يواجهون صعوبات اجتماعية تجعلهم يتحاشون الذهاب إلى الأماكن العامة، أو المناسبات الاجتماعية، وهذا الأمر يُحدث تأثيرًا سلبيًّا على حياتهم الشخصية والمهنية.

وأكّدت أن التشخيص والعلاج المبكّر لداء الثعلبة يساعد في تحسين جودة حياة المريض، والحدّ من تساقط الكثير من الشعر؛ لذا فمن الأجدى لمن يعانون من مشكلة تساقط الشعر الحصول على المشورة الطبية من أطباء الجلد، أو خبراء ومختصي علاج تساقط الشعر.

ويشهد داء الثعلبة معدلات انتشار في المملكة العربية السعودية، ويؤثر كثيرًا على جودة حياة الأفراد؛ لذا فإن فهم أسباب ومحفزات ظهور المرض، ومعرفة خيارات العلاج المتاحة، يساعد على إدارة أعراض المرض والتعايش معه بسلام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org