يؤكّد الكاتب الصحفي حمود أبو طالب أن إحصائيات الهدر الغذائي في المملكة التي تم نشرها قبل أيام، مزعجة ومحزنة جدًّا؛ لأنها مستمرة رغم الظروف الاقتصادية التي مرت بها كل مجتمعات العالم، ورغم ارتفاع الوعي والإدراك، وأيضًا ارتفاع الأسعار، معتبرًا أن هذا الهدر يمثل عدم احترام للنعمة التي أكرمنا الله بها.
وفي مقاله "متى نتغير؟" بصحيفة "عكاظ"، يقول "أبو طالب": "مزعجة ومحزنة جدًّا تلك الإحصائيات التي تمّ نشرها قبل أيام عن حجم الهدر الغذائي في المملكة، عادةً يتزامن شهر رمضان بالذات مع خروج مثل هذه الأرقام، لكنها بالتأكيد موجودة بنسب متفاوتة طوال العام، وربما تبلغ ذروتها خلال هذا الشهر نتيجة الإسراف المتزايد الواضح الذي يدفع الجهات الإحصائية إلى التذكير به والدعوة إلى الحدّ منه".
ويعلّق "أبو طالب" قائلًا: "لقد ظننّا أن ممارسات الحياة تغيرت لدينا بفعل الظروف الاقتصادية التي مرت بها كل مجتمعات العالم، ونتيجة ارتفاع الوعي والإدراك، وأيضًا لأن الأسعار لدينا لم تعد كالسابق، وأصبحت مكلفة للأسر ذات الدخل المتوسط، ومرهقة لمن دخولهم دون ذلك، ناهيكم عن الفقراء الذين لا يعلم بحالهم إلا الله، ولكن رغم ذلك ما زلنا نواجه هذه المشكلة التي تتنافى مع تقدير نعمة الله واحترامها".
ويبدي "أبو طالب" دهشته وهو يقول: "فقط تأملوا هذه الأرقام: "31%" من الأرز يهدر سنويًّا بالمملكة. 40 مليارًا قيمة الهدر الغذائي في رمضان. بلغت نسبة الهدر في بعض الأصناف الغذائية سنويًّا كالتالي: الدواجن 444 ألف طن، الغنم 22 ألف طن، الإبل 13 ألف طن، الأسماك 69 ألف طن، لحوم أخرى 41 ألف طن. هذه أرقام كبيرة جدًّا، رغم وجود جمعيات خيرية متكفّلة بتوزيع ما يفيض من الأطعمة على المحتاجين لها. ولا نعتقد وجود مبالغة أو عدم دقة في هذه الأرقام، فقط تذكروا ما تشاهدونه في بعض المناسبات الخاصة والعامة، ومشاهد الاستعراضات لموائد بعض السفهاء الذين طرأت عليهم نعمة المال مع الجهل ويستعرضون بها في مواقع التواصل، وحتى نكون موضوعيّين وصادقين فلنتأمل منازلنا جميعًا بلا استثناء، وسوف نجد أننا شركاء في هذا الهدر غير المبرر".
وينهي "أبو طالب" قائلًا: "هذا السلوك مكلف اقتصاديًّا، ومزعج إنسانيًّا، ومتخلّف ثقافيًّا، علاوةً على ما يمثّله من عدم احترام النعمة التي أكرمنا الله بها، فمتى نتغير؟".