خطت المملكة خطوات جادة نحو تطوير الرياضة، وفق دراسات وخطط واستراتيجيات دقيقة، ورسمت قبل ذلك الطريق التي تؤدي بتلك الخطوات إلى تحقيق الأهداف المنشودة من ذلك التطوير، وحرصت في إطار ذلك على مضاعفة استثماراتها في القطاع الرياضي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 ذات العلاقة بالتأكيد على أهمية الأنشطة الرياضية.
واستطاعت المملكة وفقًا لمشروعها التطويري للرياضة عمومًا، أن تعزز الرياضات بأنواعها؛ لتحقيق التميز والريادة رياضيًا على الصعيدين المحلّي والعالمي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها بمتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وعززت حضورها على الساحة العالمية، من خلال استضافة العديد من المنافسات والأحداث والفعاليات الرياضية في مختلف المجالات؛ ومنها رالي داكار وهو سباق للمسافات الطويلة الذي يتألف من مرحلة واحدة يوميًا تشتمل على الأقلّ على "مرحلة خاصة" كل يوم تمتد لبضعة مئات من الكيلومترات، وتقام على الطرق الوعرة أو المسارات، وتبلغ المسافة الإجمالية للسباق عدة آلاف من الكيلومترات، ويُقام على مدى 10 - 15 يومًا مقابل 2-3 أيام في سباقات رالي "كروس كانتري".
ونجحت المملكة في أول استضافة للرالي بنسخته 42 والتي أقيمت لأول مرة في قارة آسيا بمشاركة 557 سائقًا من 62 دولة و6 قارات حول العالم، حيث بلغت المسافة الإجمالية للمسار 7.800 كيلومترًا انطلاقًا من جدة.
واستضافت المملكة النسخة 43 للمرة الثانية على التوالي خلال الفترة من 5-17 يناير 2021 والتي شهدت مشاركة أكثر من 500 متسابق من مختلف الدول، واستضافت النسخة 44 في 2022 والتي استقطبت أكثر من 1000 مشارك يمثلون 70 جنسية من مختلف أنحاء العالم، بما يجعلها النسخة الأكبر من حيث المشاركة في تاريخ الرالي العريق، كما يضم السباق 430 مركبة في مختلف فئات السباق، و148 مركبة أخرى في فئة "داكار كلاسيك"، ويتألف مسار الرالي هذا العام من مرحلة تمهيدية واحدة، و12 مرحلة عادية، يتخللها يوم واحد للراحة في الرياض، وسيخوض المتسابقون خلالها 5 مراحل دائرية وواحدة ماراثونية.
وخلال الفترة من 1-15 يناير2023م، استضافت النسخة الرابعة 45 بمشاركة 455 مركبة في مختلف فئات السباق، وبمسافة تتخطى 8.500 كيلومترًا، وتضم العديد من المناطق التضاريسية والطبيعية المتنوعة، وبمشاركة سائقين من 68 دولة مختلفة، وكانت مدينة الدمام المستضيفة لختام مجريات داكار 2023 في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي.
وتُعد استضافة المملكة لهذا الحدث العالمي للمرة الرابعة، تأكيدًا لقدرة أبنائها على تنظيم الأحداث الرياضية العالمية باحترافية عالية.