يُرصَد يوم غدٍ، في سماء العالم العربي، الظهور الأول لقمر البدر العملاق هذا العام، حيث سيكون أقرب قليلاً إلى الأرض من المعتاد؛ ما سيجعله يبدو أكبر وأكثر إشراقاً.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة؛ أن هذا البدر العملاق يعرف أيضاً باسم "القمر الأزرق الموسمي"، وهو حدثٌ نادرٌ يحدث مرة كل سنوات عدة، حيث تشير تسمية القمر الأزرق الموسمي، إلى ثالث قمر بدر من أربعة بدور خلال الموسم الحالي في الفترة ما بين الانقلاب الصيفي والاعتدال الخريفي.
وقال: "عادةً ما يوجد ثلاثة بدور في كل فصل، ولكن يمكن أن يظهر في بعض الفصول أربعة بدور، ويطلق على القمر الزائد في هذا الفصل اسم "القمر الأزرق الموسمي"، ويحدث بمعدل نحو مرة كل سنتين ونصف، لذا سيكون التالي في 20 مايو 2027"؛ لافتاً إلى أنه من المهم التأكيد على أن القمر البدر لن يظهر باللون الأزرق، فهذه مجرد تسمية، وسيبدو مثل باقي الأقمار البدر التي نراها كل شهر.
وأشار أبو زاهرة؛ إلى أن تسمية "القمر العملاق" تستخدم لوصف القمر سواءً في مرحلة الاقتران أو البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومتراً، وهي تشير إلى التسمية العلمية (القمر الحضيض) -أقرب مسافة من الأرض- وفي حالة هذا البدر ستكون المسافة 361,969 كيلومتراً، وسيشرق القمر من الأفق الجنوبي الشرقي بعد غروب الشمس، وقد يظهر بلون برتقالي، نتيجة للغبار والعوالق في الغلاف الجوي مما يشتت الضوء الأبيض المنعكس عنه، ولكن بعد ارتفاعه في السماء سيظهر باللون الأبيض الفضي المعتاد وسيظل يزيّن السماء طوال الليل حتى يغرب مع شروق الشمس يوم الثلاثاء.
وأفاد أبو زاهرة، بأنه بشكلٍ عام يمكن القول إن القمر بدرٌ طوال الليل، ولكن علمياً تطلق تسمية القمر البدر عند اللحظة التي يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس والتي ستحدث عند الساعة 09:25 مساءً بتوقيت مكة المكرّمة (06:25 مساءً بتوقيت غرينتش) وسيكون قد أكمل نصف مداره حول الأرض خلال الشهر، بينما سيكون القمر العملاق الأزرق أكبر بنسبة 7 % وأكثر سطوعًا بنسبة 15 % مقارنة بمتوسط البدور الشهرية، ومع ذلك قد لا يلاحظ معظم الراصدين الفرق بينه وبين البدور الأخرى، حيث يمكن تشتيت إضاءته بسهولة بسبب الغيوم أو أضواء الشوارع، والأهم من ذلك أنه عندما يكون القمر عالياً في السماء لا توجد نقطة مرجعية تدل على اختلاف حجمه الظاهري.
وأضاف: لن يكون للقمر العملاق الأزرق تأثير على كوكبنا باستثناء على ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس مما يؤدي إلى حدوث مد وجزر واسع المدى، ومع اقترب القمر من نقطة الحضيض سيظهر المد في ظاهرة تُعرف بالمد العالي الحضيضي، وذلك نظراً لأن الاختلاف الناتج عن القمر العملاق الأزرق سيكون محدوداً، فلن يكون هناك تأثير على توازن طاقة باطن الأرض، حيث يحدث المد والجزر يومياً، لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية.
يُذكر أن هذا الوقت من الشهر القمري مثالي لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر، حيث تبدو بقية التضاريس مسطحة وظلالها قصيرة بسبب تعرُّض وجه القمر لضوء الشمس بالكامل.