آخر رسائل "الجعيثن" قبل الرحيل ومسيرته.. حب وأسهُم و"الخير في أمة محمد"

ضرَب الحزنُ الأوساطَ الأدبية والثقافية لوفاته ونعاه وزير الإعلام.. عطاء وإبداع
الكاتب عبدالله الجعيثن
الكاتب عبدالله الجعيثن
تم النشر في

سادت حالةٌ من الحزن الأوساطَ الأدبية والثقافية السعودية، عقب الإعلان عن رحيل الكاتب عبدالله الجعيثن عن عمر يناهز الـ70 عامًا بعد معاناة مع المرض، وعقب مسيرة طويلة حافلة بالعطاء والإبداع.

وقد تقدم وزير الإعلام ماجد عبدالله القصبي، بأحر التعازي إلى أسرة الجعيثن، ونعاه بكلمات مؤثرة عبر حسابه الرسمي في "تويتر"؛ حيث كتب: "خالص التعازي وصادق المواساة لأسرة الأستاذ عبدالله الجعيثن -رحمه الله- ولذويه ومحبيه"، وأضاف: "لقد فقدنا كاتبًا متميزًا، ترك لنا إرثًا ثقافيًّا وإعلاميًّا كبيرًا، وأدعو الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

ويعتبر "الجعيثن" واحدًا من أبرز رموز الثقافة والأدب في المملكة، منذ أن بدأ مشواره أثناء الدراسة في المرحلة الثانوية، حينما بدأ الكتابة عبر برنامج "يا أخي المسلم"، ليتعاون بعد ذلك مع الإذاعة على مدار 25 عامًا، قدّم خلالها برامج متنوعة يومية وأسبوعية في إذاعتي جدة والرياض.

سيرة ذاتية وهواية

وولد الكاتب عبدالله الجعيثن في القصب التابعة لمحافظة شقراء عام 1950م، وتوظف مبكرًا بشهادة الكفاءة، وانتسب للدراسة، ثم انتظم في السنة الثالثة بكلية اللغة العربية التي عُيّن معيدًا فيها بمجرد تخرجه؛ ولكن طلب نقله من وظيفة معيد، فنُقِل سكرتيرًا للمعهد العالي للقضاء، وبعد 8 سنوات استقال وتفرغ للكتابة وتجارة الأسهم.

واستهوته الكتابة الأدبية في سن مبكرة، فكتب في العديد من الصحف والمجلات داخل المملكة وخارجها، ومنذ عام 1982م وهو يكتب في صحيفة الرياض موضوعات اجتماعية واقتصادية.

وقد عُرف "الجعيثن" بحبه للتداول في الأسهم السعودية والعالمية، وهي الهواية التي لم يتخلَّ عنها منذ عام 1979م، لدرجة أنه ثقف نفسه ذاتيًّا بقراءة مراجع المحاسبة والاقتصاد، مستعينًا بخبرته في العمل كمحاسب لمدة 5 سنوات في وزارة الحج والأوقاف (وزارة الحج والعمرة حاليًا) حين نال شهادة الكفاءة المتوسطة.

مشوار أدبي

ويزخر تاريخ "الجعيثن" بالعديد من الأعمال الأدبية المهمة؛ حيث قام بتأليف 50 كتابًا يغلب عليها الطابع الاجتماعي ما عدا كتاب "كيف تستثمر أموالك في الأسهم"، والذي نشره عام 1992 ونَفِد ولم يُعَد طبعُه للمتغيرات الكبيرة في الأسواق.

ومن المعروف أن مؤلفات "الجعيثن" جعلته من أكثر الكتاب السعوديين تأليفًا، أما أشهر مؤلفاته الأدبية فهي: (شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الأول، الشعر الإسلامي في العصر العباسي الأول، رؤية اجتماعية، رؤية إسلامية، ليلة زفاف أم نوبة صرع، صور من حياة امرأة، قالوا في المرأة، مشكلات عاطفية، زوجة وصديقة، فارس الأحلام وحمار الأحلام، قالو في الحب والحبيب، تجاربهم مع السعادة.. أكثر من 50 تجربة يرويها لك العباقرة والأدباء والمفكرون، كيف تستثمر أموالك في الأسهم.. عن الأسهم السعودية خاصة، أدباء في ضائقات مالية، صور سرية للحياة الزوجية، الهم والقلق وأفضل السبل للخلاص منهما، تعال نضحك مع الأصدقاء، تأملات في المجتمع السعودي، أفكار في شعر الامام الشافعي).

آراء مهمة حتى النهاية

ومن خلال مقالاته التي كتبها خلال الشهور الماضية قبل رحيله، قدّم "الجعيثن" مجموعة من الآراء الفكرية المميزة في العديد من المجالات؛ حيث تطرق إلى الكثير من المواضيع الملحة في العصر الحالي.

أما آخر ما كتبه "الجعيثن" في صحيفة الرياض قبل أن يترجل؛ فكان في مطلع الشهر الجاري، وخلاله تصدى بالنقد والتحليل لقضية خطيرة للغاية، وهي سيادة "المحتوى الرقمي" في كل شيء؛ لدرجة أنه أصبح أحد وسائل تناقل الإسفاف على أوسع نطاق؛ لافتًا إلى أن جيوشًا من المتابعين -وأكثرهم شباب- باتت تبحث عمن يرسم ابتسامة شاحبة من مقطع هزيل أو خارج عن الأخلاق؛ مما جعل كثيرين يتنافسون على تقديم الأسوأ أخلاقًا وقصدًا دون أي التزام ديني أو أخلاقي، موضحًا أن هذه التحديات تضع أمام صناع المحتوى العربي الجيد المزيد من المسؤولية، ومختتمًا بقوله: "ولسوف ينتصرون بإذن الله إذا صمدوا، فالخير في أمة محمد إلى يوم القيامة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org