أوضح الدكتور صالح بن حمد الحواس لـ"سبق" أن كثيرًا من الناس يرهق نفسه بالتضحية باثنتين وثلاث وكلها عن الأموات، وهذا غير صحيح فالأضحية سنة مؤكدة في حق الحي القادر عنه وعن أهل بيته، وأما الميت فلا تجب عنه ما لم يوص بها أو ينذرها قبل وفاته.
وقال د. الحواس: اختلف العلماء في صحتها لو ذُبحت عنه بغير وصية هل تصح أم لا؟ على ثلاثة أقوال: الأول: تصح وهو مذهب الحنفية والحنابلة ويصله ثوابها، ويؤيده ما رواه أبو داود والترمذي في سننهما وأحمد في المسند والبيهقي والحاكم وصححه، أن عليًا رضي الله عنه كان يضحي عن النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين، وقال: إنه صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
وتابع: الثاني؛ لا تصح إلا إذا أوصى بها الميت وهو مذهب الشافعية، قال الإمام النووي رحمه الله في المنهاج: ولا تضحية عن الغير بغير إذنه، ولا عن ميت إن لم يوص بها، وأما الثالث: تكره وهو مذهب المالكية، قال الإمام خليل رحمه الله في مختصره في ذكر المكروهات في الأضحية: وكره جز صوفها وفعلها عن ميت.
وأردف: وقال في التوضيح وقال مالك في الموازية: ولا يعجبني أن يضحي عن أبويه الميتين، قال: وإنما كره أن يضحى عن الميت لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، وأيضًا فإن المقصود بذلك غالبًا المباهاة والمفاخرة، وأجابوا عن حديث علي الذي استدل به الحنفية والحنابلة أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بالتضحية عنه أنه ضعيف جدًا.
واختتم د. الحواس حديثه: لو أشرك أبويه في أضحيته التي يذبحها عن نفسه وأهل بيته فيجوز لكن ليعلم أن سنة الأضحية عن الأحياء لا عن الأموات.