لم تمنع الحياة والظروف الأسرية الحرفية "عيدة الحارثي" من تحقيق حلمها في استكمال حرفة والدتها وجدتها وأن تعمل كما كانتا تعملان غير أن ظروف الحياة وصغر أبنائها اخّر من تحقيق حلمها 25 عامًا.
وبدأت "عيدة" بعد ربع قرن وتحديدًا بعد كبر أبنائها الذين أخذوا في تشجيعها والوقوف إلى جانبها لتحقيق حلمها الذي ظل يراودها ولن تتخلى عنه أبدًا ولو للحظة واحدة وحصلت الحارثي على العديد من الدورات في مختلف المجالات ومن أبرزها دورة إعداد المدربين التي كانت بداية لانطلاقة جديدة وهي التدريب محليًا ودوليًا في كل من جدة ووادي الدواسر والإمارات العربية المتحدة على الرغم من أميتها وعدم امتلاكها أي شهادة دراسية.
وقدمت "عيدة" هدية حرفية من صنع أناملها لدولة الإمارات عبارة عن علمها بالسدو وقوبلت بكل حب واحترام وفخر.
ولم يقتصر عمل الحرفية "عيدة" على التدريب فقد غرست حب التراث في نفوس أبنائها وبناتها وكان النصيب الأكبر لابنتها الحرفية "عهود" التي أخذت في مرافقتها منذ الصغر في المعارض والمهرجانات والدورات التدريبية إلى أن أصبحت الابنة عهود إحدى حرفيات هيئة السياحة والتراث التي يُشار إليها بالبنان لتشد من أزر أمها وتشكلان علامة فارقة في مجالهما.
وأكملت "عيدة" وابنتها مسيرة التراث والإبداع الذي كانت تحلم به الأم وكونتا لهما محلاً يجمعهما في وقت واحد في سوق عكاظ تعرضان فيه ما كان يصنع قديمًا بطرق حضارية وعصرية نالت إعجاب الجميع وأبهرت الزوار.