73 عامًا بين "رسالة المؤسس" و"تغريدة الوزير".. ماذا يعني انتخاب المملكة في "تنفيذي اليونسكو"؟

سلسلة من الخطوات لتوطيد العلاقة بين السعودية والمنظمة الدولية
73 عامًا بين "رسالة المؤسس" و"تغريدة الوزير".. ماذا يعني انتخاب المملكة في "تنفيذي اليونسكو"؟
تم النشر في

استبشرت الأوساط الثقافية بعد إعلان وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة فوز المملكة العربية السعودية بمقعد في المجلس التنفيذي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ويأخذ هذا الإنجاز أهميته باعتبار المجلس التنفيذي بمنزلة مجلس الإدارة لها، وهو إحدى الهيئات الإدارية الثلاث للمنظمة، وتتمثل مهامه في تحضير أعمال المؤتمر العام، وتنفيذ قراراته؛ ما يعطي السعودية مقعدًا للمساهمة في القرارات الدولية، ووضع السياسات والتشريعات في اليونسكو.

واعتبر وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود عبر حسابه في "تويتر" انتخاب السعودية في تنفيذي اليونسكو أنه "يضع بلادنا في مكانها الطبيعي".. لافتًا إلى تطلعه للعمل "مع شركائنا سوية لتعزيز السلام عبر التربية والعلوم والثقافة والفنون".

وبهذا الإنجاز الثقافي الجديد يكمل السعوديون مسيرة بلادهم مع المنظمة الدولية، التي بدأت في الاجتماع الأول لتأسيسها في لندن ضمن 20 دولة عام 1946. وترجمت رسالة الملك المؤسس –طيب الله ثراه- التي وافق فيها على انضمام السعودية إلى "اليونسكو" حرص السعودية المبكر على المساهمة في الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز السلام.

وكانت السعودية من أولى الدول التي عيّنت مندوبًا دائمًا لها لدى "اليونسكو" عام 1964 بعد اعتماد الدكتور حمد بن عبدالله الخويطر. ولم يكن للمملكة حضور رمزي فقط؛ فقد كان لها حضور داعم لجهود وأهداف اليونسكو؛ إذ أسهمت السعودية إسهامًا كبيرًا في ميزانية المنظمة في الوقت الذي تقهقرت فيه جهود بعض الدول بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من عضوية "اليونسكو" بالثمانينيات الميلادية 1984.

ويشهد سجل "اليونسكو" سخاء السعودية لإثراء ذاكرة العالم بتقديمها أحد النقوش الإسلامية المنقوشة بالخط الكوفي عام 2003، ودعمها أهم لبنة من لبنات الثقافة عبر دعمها اللغة العربية في عام 2006 بتأسيسها برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- لدعم اللغة العربية الذي أسهم بدوره في الحفاظ عليها كلغة رئيسية في "اليونسكو".

وعام 2007 تُوجت جهود السعودية بفوزها للمرة الأولى بعضوية المجلس التنفيذي في "اليونسكو"، وهو العام ذاته الذي شهد تأسيس أول كرسي بحثي سعودي في "اليونسكو" بالتعاون مع جامعة الملك سعود.

وشهد عام 2008 تسجيل أول موقع أثري سعودي على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي، وذلك عبر التحفة الفنية "الحجر" في محافظة العلا. ولا تزال ذاكرة "اليونسكو" تحمل في وجدانها حضور الوزير الشاعر غازي القصيبي، بوصفه أول سعودي يقيم أمسية شعرية في مبناها عام 2009.

ويبدو أن عام 2010 كان عامًا حافلاً للمملكة في "اليونسكو"؛ فقد نجحت في تسجيل حي طريف في الدرعية التاريخية، بوصفه أكبر مدينة طينية في العالم، ضمن قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي. ووقّعت السعودية في العام ذاته على اتفاقية تأسيس برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام في "اليونسكو"، إبان رئاسة إيرينا بوكوفا المنظمة.

واستمر دعم السعودية للغة العربية باعتبارها إحدى ركائز الهوية والحضارة؛ فقد أُقيم حفل لتوزيع جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في مقر اليونسكو بباريس.

كما كان موقف السعودية داعمًا لنظرائها من الدول العربية في المنظمة؛ إذ كان لها دور كبير في حشد الدعم والتأييد لعضوية دولة فلسطين، حينما صوتت المنظمة على عضويتها في عام 2010.

وأمام الهزة المالية التي واجهت المنظمة بعد أن امتنعت الولايات المتحدة عن دفع حصتها شكلت السعودية صمام أمان بدفعها مع حصتها 20 مليونًا في عام 2011؛ وهو ما كان له الأثر الإيجابي في استمرار مشاريع كادت تتوقف في بلدان في أمسّ الحاجة للدعم.

وتوالت إنجازات السعودية؛ لتُنتخب للمرة الثانية على التوالي في عام 2011 لعضوية المجلس التنفيذي، إضافة لمنصب نائب رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية.

أما في عام 2014 فقد احتضنت السعودية المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم الأول في المنطقة العربية تحت رعاية "اليونسكو"؛ وذلك لتوفير "حق التعليم للجميع"، وجودته وتميز مخرجاته كأحد أهم مرتكزات التنمية المستدامة.

وسجَّلت في العام ذاته موقعها الأثري الثالث على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي، وهو موقع جدة التاريخية الذي ما زال يحتفظ بعبق التاريخ فيه. كما وقّعت السعودية مذكرة تفاهم بين "اليونسكو" ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تهدف لتعزيز قيمة الحوار بين الشعوب والأديان.

وأسهمت في عام 2015 في تطوير الأجندة العالمية للتعليم 2030، وعملت مع اللجان الدولية لإعداد الهدف الرابع للتنمية المستدامة، والمرتكز على التعليم من خلال إقامة برامج وورش عمل إقليمية ودولية.

كما احتفى عام 2015 بالسعودية لتسجيلها موقعها الأثري الرابع، وهو موقع الرسوم الصخرية في جبة والشويمس بمنطقة حائل. كما واصلت السعودية دعمها أهداف المنظمة عبر مؤسسة "مسك" الخيرية الداعمة للشباب؛ إذ نظمت المنظمة الدولية في عام 2015 منتدى "اليونسكو" التاسع للشباب بالشراكة مع "مسك".

وتوجت تلك الشراكة في العام الذي يليه 2016 بتوقيع مذكرة تعاون بين المؤسسة والمنظمة لتمكين الشباب حول العالم. وتوالت البرامج المشتركة بين اليونسكو والسعودية عبر مؤسسة "مسك"؛ لتستضيف الرياض منتدى المنظمات غير الحكومية في عام 2017، وترعاه في 2018 عندما أقيم في العاصمة الروسية موسكو.

وفي عام 2018 أتى موقع واحة الأحساء ليتربع على قائمة المواقع التراثية في السعودية؛ ويتوجب تسجيله موقعًا خامسًا في قائمة التراث العالمي لليونسكو. كما وقعت السعودية مذكرة تعاون بين وزارة الثقافة و"اليونسكو" في شهر مارس المنصرم. وعادت السعودية لتضيء المنظمة الدولية بأمسياتها الشعرية بعد أن أقام الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن في الشهر الثالث من العام الجاري أمسيته.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org