دشَّن رئيس مجلس السيادة الفريق القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مشروع منحة خادم الحرمين الشريفين لتنفيذ (500) محطة مياه جوفية تعمل بالطاقة الشمسية بولايات السودان المختلفة، بتمويل من الصندوق السعودي للتنمية، بتكلفة مئة مليون دولار، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر، ومدير عام مشروعات الدول العربية بالصندوق السعودي للتنمية المهندس بندر بن عبدالله العبيد.
وأعرب رئيس مجلس السيادة خلال الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة عن شكره وتقديره لخادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدالعزيز آل سعود، وسموِّ وليِّ عهده الأمين - حفظهما الله - على حرصهم واستمرار دعمهم الشعبَ السوداني.
وقال البرهان: "نحن نيابة عن حكومة وشعب السودان نشكرهم جزيل الشكر والتقدير والامتنان على ما ظلوا يقدمونه من دعم ومساندة للسودان في المجالات كافة" َوجدد حرص الدولة على تحقيق التنمية وإنفاذ المشروعات التنموية والخدمية بالريف، مشدداً على أهمية تكاتف الجهود لبناء السودان، لافتاً النظر إلى الجهود التي ظلت تبذلها حكومة ولاية الخرطوم لإحداث التنمية وتعزيز مسيرة الازدهار والنمو المستدام، مشيراً إلى الأثر الإيجابي والاقتصادي لمثل هذه المشروعات التي ينفِّذها الصندوق السعودي للتنمية وتأثيرها على مسيرة التنمية والشعب السوداني.
من جانبه، أوضح المهندس بندر العبيد، أن هذا المشروع يأتي انطلاقاً من اهتمام حكومة المملكة من خلال الصندوق السعودي للتنمية في دعم جمهورية السودان الشقيقة؛ للإسهام في الوصول إلى أمن مائي وغذائي مستدام، مشيداً بالعلاقات الإنمائية المشتركة مع الجمهورية على مدى أكثر من 48 عاماً، متمنياً للسودان وشعبها الشقيق المزيد من التقدم والنمو والازدهار، وأن يكون هذا المشروع رافداً من روافد التنمية.
وأشار السفير علي بن حسن جعفر، إلى أهمية المشروع الذي يلامس حياة المواطن السوداني اليومية، ويعكس في ذات الوقت حرص حكومة المملكة العربية السعودية على دعم جمهورية السودان الشقيقة من خلال الصندوق في مختلف القطاعات التنموية.
ويهدف المشروع إلى تنفيذ 1300 بئر جوفي، إذ تبدأ اليوم أعمال المرحلة الأولى في تنفيذ 500 بئر منها، حيث يسهم المشروع في توفير حوالي (120) ألف م3 يومياً لتغطية احتياجات السكان من مياه الشرب، بالإضافة إلى تنمية الموارد المائية للريف السوداني في المناطق البعيدة من نهر النيل وفروعه، كما تُعدُّ المياه الجوفية من أهم المصادر في التنمية الريفية، إذ سيخدم حوالي (3) ملايين مستفيد من سكان الريف السوداني، فضلاً عن أن المشروع يدعم المستويين الاجتماعي والاقتصادية، ويعزِّز نموَّهما لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والوصول إلى الأمن المائي والغذائي في السودان.
ويأتي هذا المشروع في إطار اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية منذ عام 1975م بدعم قطاعات التنمية في جمهورية السودان الشقيقة من خلال الصندوق السعودي للتنمية، إذ قدَّمت المملكة من خلال الصندوق لجمهورية السودان (19) مشروعاً وبرنامجاً إنمائيّاً بقيمة إجمالية تتجاوز 866 مليون دولار، فضلاً عن ثلاث منح مقدمة من المملكة عبر الصندوق بقيمة 117 مليون دولار، ويأتي ذلك امتداداً للعلاقات التاريخية الراسخة والشراكة الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين.