توقفت المعارك الأدبية ردحًا من الزمن. لعل مرحلة الثمانينيات، والصراع بين الكلاسيكية والحداثة الذي تصدر المشهد في حينه، كانا آخر المحطات.. فعندما دخل الصحويون على الخط ضعفت المعارك الأدبية، واتجهت المعارك إلى مناحٍ أخرى سياسية وتاريخية ودينية، وغير ذلك مما شهده الحراك الثقافي في تلك المرحلة وما بعدها.
اليوم قرأت شرارة انطلقت في تويتر من أحد رموز الحداثة ردًّا على تغريدة الأستاذ محمد الراشدي التي تناول فيها تأثير القصة القصيرة لغة وأسلوبًا على من عبروا إلى الرواية من بوابتها. وجاء الرد صارخا من الدكتور الغذامي مؤكدًا تغريدة الراشدي، ومستشهدًا بالروائي الكبير عبده خال الحاصل على جوائز عدة في المشهد السردي، ولم يتورع في اتهامه بالثرثرة، على حد تعبيره. وللأسف، الغذامي لم يحترم تاريخ عبده خال الأدبي والروائي، ومحاولة النيل منه جعلت الكثير من المعلقين يقفون في صف الروائي الحاصل على جائزة البوكر، بل يطالبون الغذامي بالاعتذار.
في حين جاء تعليق الأستاذ عبده خال بتذكير القراء بتغريدة سابقة عن رموز الحداثة التي رد فيها على ادعاء الغذامي، ونفى أن يكون هو جواد الحداثة الوحيد. وتلاها بعدد من التغريدات، سرد فيها أسماء رموز الحداثة من جيل الثمانينيات الأدبي. ولعل ذلك ما أثار حفيظة الغذامي، بحسب خال؛ ما جعل الغذامي يصف خال بالثرثرة في رواياته. فهل ننتظر معركة أدبية حقيقية بعيدة عن الشخصنة، تعيدنا إلى المشهد الأدبي الجميل، وتبعدنا عن المشهد الحالي الذي غلب عليه الركود والسكون إلا من قصيدة هنا، وقصة هناك، وندوة بلا جمهور، ومطبوعات بلا قراء؟