تعكس الموافقةُ الكريمة بإطلاق تسمية "الرواق السعودي" على مبنى مشروع توسعة المطاف في المسجد الحرام؛ الاهتمامَ الاستثنائي من القيادة السعودية بالحرمين الشريفين. ويأتي مشروع الرواق في مسماه الجديد من منطلق توفير الراحة التامّة لزوار المسجد؛ حتى يتمكّنوا من تأدية مناسك العمرة والحج بكل يسر وسهولة.
وقليل هم من يعرفون أن الرواق السعودي، الذي يتضمّن مشروع توسعة المطاف خلف الرواق العباسي، ويحيط به وبصحن الكعبة المشرفة، أتى حين أمر الإمام المؤسس الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، الذي وجه ببناء توسعة للمسجد الحرام؛ لاستيعاب أعداد الحجاج المتزايدة.
ويمكن التأكيد على أن هناك امتدادًا بين الرواق السعودي الحالي، والتوسعة الثالثة للمسجد الحرام التي أمر بها الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، وأعلن عنها في العام 2008؛ حيث تم الشروع في إضافة جديدة للمسجد، امتدّت من الجهة الشمالية، وتتواصل هذه التوسعة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، اليوم، وهي كانت كفيلة بأن تجعل مساحة المسجد الحرام حوالي مليون متر مربع، بطاقة استيعابية حوالي مليونَيْ مصلٍّ، وتضمّن عددًا كبيرًا من الأعمدة، وبابًا يحمل اسم باب الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
ويحطّ الرواق السعودي بالرواق العباسي، ليكون مكملًا له، مع تميُّزه بمساحة أوسع لم يشهدها المسجد الحرام من قبل؛ إذ يتكون من 4 أدوار؛ وهي: الدور الأرضي، والدور الأول، والدور الثاني "الميزانين"، والسطح، وأصبحت الطاقة الاستيعابية للرواق السعودي 287.000 مصلٍّ، و107.000 طائف في الساعة في الرواق وصحن المطاف.
ويعتبر الرواق السعودي بشكله الجديد، استكمالًا لعقد الرواق العباسي، وذلك حين رأى الملك عبدالعزيز الحاجة لبناء رواق جديد لاستيعاب المزيد من أعداد المعتمرين والحجاج.
بالبدء في التخطيط، ودراسة الاحتياج لعمل توسعة كبرى جديدة في المسجد الحرام؛ تكون خلف الرواق العباسي، وبدأ العمل على الرواق السعودي في عهد الملك سعود عام 1375هـ/ 1955م، الذي أعلن في بيان تاريخي عن تحقيق رغبة الملك عبدالعزيز بالبدء في توسعة المسجد الحرام.
واستمرّ بناء الرواق في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، رحمهم الله، ليستمرّ تطويره في عهد الملوك فهد وعبدالله، رحمهم الله، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز، حفظه الله.
وعودة إلى التوسعة الثالثة في الجهة الشمالية للحرم؛ فقد بدأت من حي المدعى في الشمال الشرقي، حتى الشامية وحارة الباب والشبيكة في الشمال الغربي، وتحديدًا من شارع المسجد الحرام شرقًا حتى شارع خالد بن الوليد غربًا في الشبيكة، إضافة إلى شوارع المدعى وأبي سفيان والراقوبة وعبد الله بن الزبير في حي الشامية، وجزء من جبل هندي وشارع جبل الكعبة.
وقسمت التوسعة إلى 3 مراحل؛ نظرًا لكونها تعدّ الأضخم في تاريخ الحرم؛ حيث شملت المرحلة الأولى مبنى التوسعة، والثانية الساحات الخارجية التي تضمّ دورات المياه وممرات وأنفاقًا، وغيرها من المرافق، والثالثة منطقة الخدمات التي تشمل محطات التكييف، والكهرباء، والمياه، وغيرها.
بدأ التنفيذ الفعلي للتوسعة في يونيو 2010؛ إذ سبق تنفيذها أعمال إزالة العقارات، وتبلغ مساحة التوسعة الإجمالية نحو 1.470 مليون متر مربع، وتستوعب 1.850 مليون مصلٍّ، وهي بذلك ترفع الطاقة الاستيعابية للحرم إلى 3 ملايين مصلٍّ، وتتيح الطواف لـ107 آلاف طائف كل ساعة.
وأضافت التوسعة الثالثة للمسجد الحرام 4 منارات؛ منها اثنتان على باب الملك عبد الله، وواحدة على الزاوية الشمالية الشرقية، والأخيرة على الزاوية الشمالية الغربية، وبذلك يصبح مجموع منارات الحرم 13 منارة.