وزير الشؤون الإسلامية يختتم زيارة رسمية إلى جمهورية الجبل الأسود

شهدت لقاءات رسمية رفيعة المستوى وتوقيع مذكرة تفاهم
وزير الشؤون الإسلامية عبداللطيف آل الشيخ خلال لقائه رئيس الجبل الأسود ياكوف ميلانوفيتش
وزير الشؤون الإسلامية عبداللطيف آل الشيخ خلال لقائه رئيس الجبل الأسود ياكوف ميلانوفيتش
تم النشر في

اختتم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، مساء يوم أمس، زيارته الرسمية إلى الجبل الأسود التي شهدت توقيع مذكرة تفاهم بين المشيخة الإسلامية ووزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في مجالات الشؤون الإسلامية، وشاركت سبق بتغطيتها إعلاميًا لحظة بلحظة.

والتقى الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، خلال الزيارة رئيس الجبل الأسود السيد ياكوف ميلانوفيتش، في القصر الرئاسي بالعاصمة بودغوريتشا، حيث نوه الرئيس خلال اللقاء بعمق ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، كما عبّر عن إعجابه بالتطور الكبير الذي تشهده المملكة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، معلنًا دعم المملكة لاستضافة معرض إكسبو 2030، والذي سيتزامن مع تحقيق مستهدفات الرؤية التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمستقبل المملكة والشعب السعودي.

ورحب الرئيس ياكوف ميلانوفيتش بزيارة الوزير إلى البلاد، والتي وصفها بالتاريخية والمهمة لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، معبرًا عن سروره بفتح رحلات الطيران المباشرة بين البلدين، والتي من شأنها أن تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والسياحي.

من جانبه، نقل الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين- حفظهما الله- للرئيس وتمنياتهما القلبية بدوام التقدم والاستقرار للجبل الأسود قيادة وشعبًا، مهنئًا الرئيس بتوليه منصب الرئاسة، متمنيًا له دوام التوفيق والنجاح ولبلاده التقدم والازدهار.

كما التقى برئيس الوزراء بالحكومة الدكتور دريتان أبازوفيتش، حيث سلّمه الوزير وسام التسامح والسلام لعام 2023، لقاء الجهود الكبيرة التي بذلها ولا يزال، في نشر العلم والسلام والتسامح والتعايش وبناء جسور التعاون مع القادة الدينيين حول العالم في مواجهة الكراهية، جرى ذلك خلال اللقاء الذي جمعهما بمكتب دولة الرئيس في العاصمة بودغوريتشا، ضمن زيارة الوزير الرسمية إلى جمهورية الجبل الأسود.

وقال رئيس الوزراء بهذه المناسبة: إن هذا الوسام دليل على الجهود الدولية التي تقوم بها قيادة المملكة العربية السعودية في نشر ثقافة التفاهم والوسطية والاحترام والتعايش، مبديًا استعداد بلاده للمشاركة الفعالة في نشر هذه المبادئ السامية بالتعاون الوثيق مع المملكة.

وأكد رئيس الوزراء الدكتور "دريتان" أن هذه الزيارة دليل على عمق تفاهم البلدين وتبادل الآراء المشتركة والاهتمامات الاجتماعية، مشيرًا إلى أنه التقى بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة سموه لأثينا، حيث كان هذا اللقاء نقطة بداية فتح العلاقات بين الدولتين وفتح خط طيرانٍ مباشر وهو أول الخطوات للتبادل.

ونوه بتقدم المملكة في كل المجالات خلال الخمس سنوات الماضية، وبجهودها في مد جسور التواصل مع جميع الدول على المستوى العالمي، لافتًا إلى أن المملكة دولة قوية وأصبحت من الدول العظمى في العالم، معتبرًا أنها فرصة لجمهورية الجبل الأسود لتعميق العلاقات ولتبادل الخبرات.

من جانبه، قدم وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، شكره وتقديره لدولة رئيس الوزراء، مؤكدًا أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله، تكن كل الاحترام والتقدير لهذه الدولة قيادةً وشعبًا، متمنيًا لها دوام الاستقرار والرقي، كما قدم التهنئة بمناسبة اليوم الوطني للجبل الأسود.

ونوه الوزير بالدعم الذي تقدمه حكومة الجبل الأسود للعلماء، من خلال إعطائهم حرية الحركة والاندماج الكامل مع المجتمع متعدد الثقافات، و"هذا دليل على أن حكومة الجبل الأسود تمارس السياسة الحكيمة في التعامل مع جميع فئات المجتمع في هذه البلاد."

وعقد الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ جلسة مباحثات رسمية مع رئيسة البرلمان دانيلا تشوروفيتش وعدد من كبار المسؤولين، تناولت العلاقات الثنائية وسبل تطويرها، وفق رؤية مشتركة تحترم التعددية الثقافية والدينية لدى الشعبين الصديقين، وتؤكد على مبادئ الاعتدال والوسطية ونبذ الكراهية والعنف والتطرف ومحاربة الإرهاب بكل أشكاله.

وانتقدت رئيسة البرلمان بشدة حرق القرآن الكريم، داعية إلى نبذ أصحاب هذا الموقف من المجتمع، معتبرة أن هذا العمل المشين بحق واحد من مقدسات أكثر من مليار مسلم حول العالم، لا يعتبر حرية تعبير وإنما عدم احترام وعنصرية وكراهية لدين الإسلام، فيما تنص الأديان في جوهرها على احترام الغير واحترام الفكر واحترام خيارات الآخر.

وأكدت السيدة تشوروفيتش على أهمية الزيارة التي يقوم بها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ إلى البلاد، منوهة بالتوقيع على مذكرة التفاهم في المجالات الإسلامية بين الوزارة والمشيخة الإسلامية؛ لأنها دليل على اهتمام العالم العربي بالأقلية المسلمة في البلاد، وهذا موقف مرحب به من قبل المجتمع المدني في الجبل الأسود، لافتة إلى الدور الكبير الذي ستلعبه هذه الاتفاقية في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين الصديقين، وتوسيع آفاق التعاون لتشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية وغيرها من مجالات التعاون.

من جانبه أكد الوزير "آل الشيخ" عن سعادته بالترحيب الذي لقيه من السيدة دانيلا تشوروفيتش مثمنًا انطباعاتها الإيجابية عن قيادة المملكة، وإعجابها بالتطور الكبير والمتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية على مختلف الصعد، مثمنًا لها دعمها لاستضافة المملكة لمعرض إكسبو 2030.

ونوه برغبة رئيسة البرلمان الجادة في تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، وترحيبها بالاتفاق المبرم بين الوزارة والمشيخة الإسلامية، كما أثنى على موقفها الشاجب للتعرض للقرآن الكريم ووصفها له بالعنصرية وعدم احترام مقدسات الآخرين.

وبعد مباحثات تركزت على آفاق التعاون بين الوزارة ورئاسة المشيخة الإسلامية في الجبل الأسود، وقع الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس المشيخة الإسلامية المفتي العام فضيلة الشيخ رفعت فيزيتش، مذكرة تفاهم في المجال الإسلامي، نصت على التعاون في مجال التعريف بالإسلام من خلال تنظيم المعارض والمؤتمرات، وبيان محاسنه وسماحته، وموقفه من القضايا المعاصرة، إضافة إلى التعاون في مجال المجالس الدعوية والندوات التوعوية، فضلًا عن التعاون في خدمة المساجد وصيانتها.

وعقب التوقيع على المذكرة، تقدم الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بالشكر العميق لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، على تكليفه بزيارة جمهورية الجبل الأسود وتوقيع اتفاقية للتعاون في المجال الإسلامي مع المشيخة الإسلامية فيها، مؤكدًا أن الزيارة لاقت ترحيبًا كبيرًا من قيادة البلد الصديق وحكومته الموقرة.

وأشار إلى أن اللقاء الذي جمعه برئيس المشيخة الإسلامية السيد رفعت فيزيتش تميز بتطابق الرؤى والتفاهم على مختلف النقاط المطروحة على طاولة البحث، والحرص على العمل المشترك في خدمة الإسلام والمسلمين، منوهًا بالاتفاقية الموقعة بين الجانبين وأثرها الإيجابي على النشاط الإسلامي في الجبل الأسود وفي عموم منطقة البلقان.

وتوجه "آل الشيخ" بالشكر لرئيس المشيخة الإسلامية على ما يكنّه للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة، من مشاعر فياضة تنم عن محبة صادقة لخادم الحرمين الشريفين الذي وصفه بإمام المسلمين وخليفتهم كقائد مؤهل للعالم الإسلامي، مبينًا ما تلمّسه لدى المشيخة وكبار رجال الدين من رغبة جادة في خدمة مسلمي بلادهم، بل والمسلمين في مختلف دول العالم.

وفي معرض رده على سؤال حول ما يتعرض له الدين الإسلامي من حملات ممنهجة طالت القرآن الكريم بالتدنيس والحرق، أكد الوزير أن الصراع بين الحق والباطل مستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وبالتالي فإن العداء للإسلام والمسلمين سيستمر، مشددًا على أن المهمة الأسمى المنوطة بالمسلمين والمعنيين بالشأن الإسلامي، توضيح حقيقة الإسلام ورسالته السامية كما جاءت في القرآن الكريم وكما أخبر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة، وتبيان نقاء الدين الإسلامي وصفائه "الذي نزل رحمة للعالمين".

من جانبه، وصف رئيس المشيخة الإسلامية والمفتي العام فضيلة الشيخ رفعت فيزيتش، التوقيع على مذكرة التفاهم بين الجانبين بالتاريخي، في أول زيارة لمسؤول سعودي وإسلامي إلى الجبل الأسود، مشيدًا بما تقدم به الوزير أثناء اللقاء، من نصائح وتوجيهات فيما يخص العمل الإسلامي ونشر ثقافة التسامح والتفاهم والوسطية التي تتبناها المشيخة الإسلامية كمنهج للعمل والتعامل مع الآخرين.

وبيّن الشيخ رفعت أهمية الاتفاقية في العمل المشترك بين الجانبين، لنشر الحضارة الإسلامية البعيدة كل البعد عن التطرف والكراهية، معربًا عن سروره بالزيارة المباركة للوزير "آل الشيخ" التي تنم عن حرص بلاد الحرمين الشريفين على رعايتها واهتمامها بالمسلمين في الجبل الأسود برغم عددهم القليل، واهتمامها ورعايتها للمسلمين في مختلف أنحاء العالم.

كما شهد برنامج الزيارة جولات لعدد من المواقع التاريخية والمساجد والمدارس الإسلامية، حيث التقى الوزير "آل الشيخ" مع عدد من المسؤولين والوزراء والأئمة والدعاة وطلاب المدارس، عرض خلالها للمنجزات السعودية الحضارية في مختلف المجالات، ورؤية المملكة لتعزيز السلام العالمي من خلال الحفاظ على الدين الصحيح والتمسك بمبادئه وقيمه السامية، مشددًا على ضرورة حماية الأوطان من التدخلات الخارجية، بما يضمن وحدة واستقرار المجتمع.

جدير بالذكر أن نجاح الزيارة وما حققته من صدى واسع جاء نتيجة الجهود التي تبذلها المملكة في مد جسور التواصل مع مختلف الدول في العالم، لتعميق الشراكة في مجالات الشؤون الإسلامية ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح وتعزيز التعاون في كل ما يخدم المسلمين، إلى جانب توسيع نطاق التعاون في مجالات تبادل الخبرات في تدريب الأئمة والدعاة وتصدير ثقافة التعايش السلمي والتصدي للغلو والتطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org