لا تتوانى المملكة عن دعم العراق في مختلف المجالات؛ انطلاقًا من التزامها بدعم أمنه واستقراره وتنميته؛ ليستعيد دوره العربي والإقليمي في حفظ التوازنات الأمنية للمنطقة، فالجوار الجغرافي للمملكة والعراق حيث تمتدّ الحدود بينهما إلى نحو 814 كيلومترًا، ومتانة العلاقات التاريخية بينهما تجعل من كل منهما عمقًا استراتيجيًّا للآخر، وقد امتدّت صور دعم المملكة للعراق إلى المجال الرياضي مثل غيره من المجالات، ومن ذلك مشاركة المملكة في رفع الحظر المفروض على ملاعب العراق منذ عام 2003 في استضافة المباريات، بسبب الظروف الأمنية.
فشارك المنتخب السعودي نظيره العراقي في مباراة ودية أقيمت في مدينة البصرة عام 2018م، وأعقب المباراة إهداء خادم الحرمين الملك سلمان العراقَ مدينةً رياضية متكاملة بتكلفة 450 مليون دولار، تضم ملعبًا لكرة القدم قريبًا في تصميمه من تصميم ملعب نادي توتنهام الإنجليزي، ويسع لـ85 ألف متفرج، وذلك كجزء من حزمة مساعدات سعودية إلى العراق بلغت مليار دولار، وتندرج مشاركة المنتخب السعودي في كأس الخليج في نسخته الـ25 التي انطلقت في محافظة البصرة العراقية، أمس، ضمن جهود دعم المملكة في المجال الرياضي.
وسعت المملكة والعراق خلال السنوات الأخيرة إلى الارتقاء بعلاقاتهما، بما يتسق مع تنوع وعمق أواصر الروابط بينهما؛ فاتفقا على تأسيس مجلس التنسيق السعودي العراقي عام 2017م، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في الشؤون الدولية والإقليمية، واستغلال الفرص التي يمتلكانها في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والثقافية والإعلامية والأمنية، في بناء شراكة إستراتيجية تعود بالنفع على مصالح الدولتين والشعبين، وفي إطار المجلس أنشأت الرياض وبغداد ملتقى الأعمال السعودي العراقي الذي طرحت خلاله الشراكات السعودية العراقية في المجالات المشار إليها.
وساهم المجلس في تحقيق تعاون مثمر بين المملكة والعراق أدّى إلى الارتقاء بعلاقاتهما، فوقّع الطرفان 13 اتفاقية ومذكرة تفاهم في جميع المجالات، من بينها اتفاق الربط الكهربائي بين المملكة والعراق، الذي وقِع محضره التنفيذي في يوليو 2022م، والذي سيربط بين مدينة عرعر السعودية وناحية اليوسفية قرب بغداد بسعة 1000 ميجاوات، وجهد 400 كيلو فولت، بطول يصل إلى نحو 435 كيلومترًا، وسيساهم المشروع في إنهاء تكرار انقطاع الكهرباء الذي تعاني منه بعض المدن العراقية، كما سيحقق مكاسب اقتصادية للبلدين.