اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 فعالياته محققًا نجاحًا كبيرًا، حيث سجّل حضورًا واسعًا واعتُبر النسخة الأكبر من حيث استقطاب وعرض الكتب الدولية المترجمة من مختلف اللغات والثقافات. قدم المعرض هذا العام مجموعة ضخمة من الكتب المترجمة، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر محلية ودولية. يأتي هذا المعرض ضمن جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز مكانة المملكة على الصعيد الثقافي ودعم الانفتاح على الثقافات الأخرى في إطار رؤية السعودية 2030.
حظي المعرض بتغطية دولية واسعة، حيث أشادت وكالات الأنباء العالمية، مثل وكالة الأنباء الصينية شينخوا ووكالة الأنباء الأمريكية (AP)، بحجم المشاركة. استضاف نخبة من أهم المفكرين والمثقفين وألمع الشخصيات العالمية في عالم الأدب والفن والمعرفة، وسلطت التغطيات الضوء على أهمية المعرض في تعزيز الحوار الثقافي العالمي.
كان من بين المشاركين البارزين الإعلامي والمفكر الشهير فريد زكريا، وكاتب السير الذاتية العالمي والتر إيزاكسون، والشاعر والكاتب كوامي ألكساندر، والروائي جوناثان فرانزين، مما أضفى بُعدًا فكريًا جديدًا على المعرض، وجعله مركزًا للحوار الثقافي والمعرفي بين الشعوب.
وأعرب السفير الصيني لدى المملكة تشان هوا، خلال زيارته للمعرض، عن إعجابه بحماس الشعب السعودي للقراءة والتفاعل مع الحدث، مشيدًا بالتطور الثقافي والتقني الذي تشهده المملكة وتأثيرها المتزايد على المستوى الدولي. كما نال المعرض استحسان الشخصيات الدولية الأخرى مثل فريد زكريا الذي أشار إلى ما تشهده المملكة من تقدم وتغيرات تعكس مكانتها العالمية الجديدة.
شهد المعرض أيضًا عودة مبادرة "الرياض تقرأ الفرنسية"، التي جمعت نخبة من الناشرين الفرنسيين المتخصصين، إلى جانب فعاليات موجهة للأطفال. وأكد عز السعيد، مسؤول التواصل في السفارة الفرنسية، أن المبادرة توسعت هذا العام لتشمل تقديم دورات مجانية في اللغة الفرنسية، مما يسهم في تقريب الثقافة الفرنسية إلى السعوديين وزوار المعرض.
أشارت التغطيات الدولية إلى مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تعزيز الاقتصاد الثقافي بشكل عام، حيث يُتوقع أن يسهم القطاع الثقافي بنحو 9.3 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة سنويًا، مما يجعل هذا المعرض جزءًا من المبادرات التي تعزز الدور الثقافي والاقتصادي للمملكة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.