حينما تكتمل مؤثرات الجمال الطبيعية بين الضباب والأمطار والأشكال الإبداعية المختلفة تظهر كثبان النفود الذهبية بحائل في أجمل حلة وإطلالة؛ لتدعو كل محبّ وهاوٍ وسائح في المنطقة وخارجها لتحتضنهم وتمتع ناظرهم بأجمل المشاهد الطبيعية الخلابة للنفود، وسط الأجواء الباردة التي تعيشها المنطقة خلال هذه الأيام.
وعملت تلك المكونات الطبيعية على جذب هواة الرحلات البرية من أهالي المنطقة وزوارها للخروج إلى صحراء النفود بعيدًا عن ضجيج المدينة والاندماج مع ليل الشتاء الطويل وسط مخيماتهم التي نصبوها بالأماكن البكر للاستمتاع بالصحراء الواسعة المرتوية بماء المطر، مستعينين بالحطب "المستورد" لتدفئة الأجواء الباردة المحيطة بالمكان، والسمر مع الأهل والأصدقاء لتبادل الأحاديث والسمر بجوار النار، وتناول القهوة والشاي، والحليب بالزنجبيل، إضافة إلى التفنن والمسابقات فيما بينهم في أفضل إعداد للأكلات الشعبية التي يفضلونها أهالي المنطقة.
وفي المقابل تشهد المحلات المتخصّصة لبيع مستلزمات الرحلات البرية في منطقة حائل، إقبالًا كبيرًا من عشاق الصحراء؛ حيث أوضح أحد ملاك محلات لوازم الرحالات البرية أن الطلب كثيف خلال هذه الأيام؛ لما تعيشه المنطقة من موسم مطري جميل، مشيرًا إلى أن الطلب متزايد على الخيام، والحطب المستورد ذي الجودة العالية، والفرش، ومولدات الكهرباء، والرواق، وأدوات تجهيز القهوة والشاي، وغيرها من المستلزمات البرية.
كما تزدحم الطرقات المؤدية إلى النفود؛ حيث يصطف المتنزهون على جنباتها لشراء الأطعمة الشعبية المعروفة في المنطقة، حتى تحولت الصحراء إلى منتجع يجمع ما بين الطبيعة، والحركة البشرية، والتجارية.