
لم يكن يخطر ببال أحد، أن يتنقل الناس بين جبال السروات وتهائم منطقة عسير ومنهما إلى بقية أرجاء ومدن المملكة، بكل يسر وسهولة، حتى جاء مشروع عقبة شعار، ذلك الشريان الاقتصادي والسياحي والاجتماعي والصحي والذي غير من مجرى الحياة، بعدما كان حلمًا أن تقطع أكثر من 14 كيلاً سيرًا على الأقدام بجنبات جبال صماء ذات الارتفاع الشاهق، فكيف هو الحال الآن والشاحنات الضخمة والسيارات المختلفة وصهاريج الوقود تسير بداخلها عبر 11 نفقًا تخترق تلك الجبال.
دقائق معدودة تستغرقها ما بين الوصول لقمتها أو العكس، لكنها قدرة الله ثم عظمة هذه الدولة الفتية التي غيرت مجرى الحياة في مختلف المجالات .
"عقبة شعار" إحدى المعجزات في العصر الحديث، تعود لأكثر من 40 عامًا عندما تم شق الصخور ونحتها وفتح 11 نفقًا إلى جانب 32 جسرًا يتجاوز ارتفاع بعضها الـ 65 مترًا، بالإضافة إلى 139 عبارة لتصريف مياه الأمطار، وبلغت كلفة إنشائها قرابة الـ 377 مليون ريال .
إلا أنه مع ما تشهده العقبة من حركة وكثافة وازدحام على مدار الساعة لمختلف الشاحنات والمعدات والآليات ذات الأوزان العالية، فقد تسبب ذلك في بعض الأعطال لمفاصلها وتكسر وتشقق الطبقة الأسفلتية ليتم التعامل معه بما يضمن الحد من آثاره وأضراره، إلا أنه في الآونة الأخيرة ازداد العطب؛ ما تسبب في حوادث مرورية وأعطال بمركبات، وهو الأمر الذي استوجب إعادة تأهيل العقبة بالكامل .
من جهة أخرى، أكد مدير عام وزارة النقل والخدمات اللوجستية بمنطقة عسير المهندس عبدالله الغامدي لـ"سبق"، أنه وإشارة إلى كل ما سبق فقد تمت ترسية مشروع وقائي يتضمن أعمال صيانة وإصلاح وتطوير لكامل عقبة شعار حتى مدخل محايل على المقاول -إحدى الشركات - وتم إعداد التصاميم واعتمادها ووضع خطة عمل لذلك، وتم تسليم الموقع للمقاول بتاريخ ١٨ /١٠ /٢٠٢٢م مشيرًا إلى أنه جارٍ إعداد البرنامج الزمني ومتابعة إصدار التصاريح اللازمة حيث سيتم البدء في العمل قريبًا بإذن الله .
ويحظى المشروع كغيرة من مشروعات المنطقة باهتمام بالغ من الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير والذي شكل لجانًا لمتابعة المشروعات المنفذة والمتعثرة وغيرها، فضلاً عن اجتماعاته بالوزراء والمسؤولين وجولاته الميدانية من أجل تحقيق أعلى معايير الجودة والإتقان وتحسين جودة الخدمات المقدمة بما يضمن راحة ورفاهية المواطن والمقيم .