لم يكن أحد أكثر حماساً من الجنود السعوديين المرابطين على الثغور الجنوبية على خط النار وبين الخنادق وعلى دوي صوت الرصاص والمدفعيات والطائرات المروحية والإشراف على العمليات العسكرية، فتجدهم متحمسين رابطي الجأش ومشاعرهم ملتهبة للدفاع والاستشهاد عن هذا الوطن الغالي وبعضهم نثر أحاسيسه وولاءه عبر نظم القصائد الشعبية التي تبرز فيها روح المواطنة والفدائية وتمني الموت دون حياض الوطن ومقدراته تاركين أبناءهم وأسرهم صابرين محتسبين وعزيمتهم تدفعهم إلى التضحية بكل استبسال ومقاومة.
القطاعات العسكرية في الداخل أو على الحدود قدّمت نماذج للمواطنين السعوديين الأفذاذ المستعدين أن يفتدوا بلادهم بكل قطرة دم تجري في عروقهم، ومن هنا بادلتهم القيادة الحكيمة مشاعر الحب وتلمس حاجاتهم وجلاء همومهم؛ لذا جاء أول قرار من ولي العهد بعد توليه إدارة شؤون البلاد، نيابة عن الملك، بدعم الجنود المشاركين في الصفوف الأمامية تكريماً وتشجيعاً لهم.
ليس هذا القرار فحسب؛ فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بصرف راتب شهر للمشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتَي "عاصفة الحزم"، و"إعادة الأمل" من منسوبي وزارات: الداخلية، والدفاع، والحرس الوطني، تقديراً منه ـ أيّده الله ـ لأبناء هذا الوطن المخلصين الذين قدّموا التضحيات فداءً للدين والوطن.
وفي حزمة أوامر ملكية كانت تصب في مصلحة المواطنين باختلاف شرائحهم العمرية والوظيفية تضمنها صرف بدل غلاء معيشة وقدره ١٠٠٠ ريال شاملة القطاعين المدني والعسكري ومستفيدي الضمان والتقاعد، كان من ضمنها صرف مبلغ ٥ آلاف للعسكريين المشاركين في الصفوف الأولى، وقبل أشهر قليلة جاء الأمر الملكي بتمديد صرف غلاء المعيشة تقديراً لظروف المواطنين.
لذا لا تتردّد القيادة دوماً في دعم المواطن والوقوف على همومه ولا يجد ولي العهد غضاضة أن يزور المصابين ويتفقّد أحوالهم، ولم يشمل ذلك الجوانب المادية فقط؛ بل امتد للدعم النفسي والأسري والاجتماعي بالتحفيز والزيارة، فسابقاً زار ولي العهد المصابين من المرابطين من الذين يتلقون العلاج في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية في الرياض واطمأن على أوضاعهم الصحية وحثّ على تسهيل كل ما يلزمهم.
ونقل سمو ولي العهد، لهم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل.
وعبّر سمو ولي العهد في حديثه مع المصابين عن اعتزازه بشجاعتهم وتقديره لتضحياتهم؛ سائلًا الله لهم الصحة والعافية، وقلّد المصابين نوط الشرف ونوط المعركة، اللذين يمنحان لجميع المصابين في العمليات العسكرية، وصوّر ولي العهد مع أحد المصابين فيديو لقي تداولًا واسعاً وقتذاك ، فقال المصاب: "أتشرف اليوم بالسلام على سيدي ولي العهد"، ليقاطعه ولي العهد قائلًا: "أنا لي الشرف مع أحد أبطال الوطن، بطل عظيم، والدور الذي يقدمه أكبر مليون مرة من الدور الذي أقدمه أنا، بيّض الله وجهك، الله يطول عمرك".