أمريكا تواصل ارتباكها.. تطمينات بالرياض يعقُبها نفي وتراجع أمام الروس

تمنح المالكي "الأباتشي" ليسحق معارضية وتتنصل من دم السوريين
أمريكا تواصل ارتباكها.. تطمينات بالرياض يعقُبها نفي وتراجع أمام الروس
تم النشر في
- إنترتاس الروسية: كيري طمأن لافروف بأنه لن يتم تسليم مضادات للطائرات للمعارضة السورية.
- ديبكا: بكين ربما قد تكون شريكاً استراتيجياً محتملاً في حال فشل أوباما في رأب الصدع مع السعودية.
- الصين الضخمة تحتاج للنفط السعودي، وهو ما يمكن أن تقايضه بأسلحة وربما صورايخ متطورة.
بندرالدوشي- سبق- واشنطن: في الوقت الذي تنتظر السعودية موافقة الجانب الأمريكي على تسليم المعارضة السورية بأسلحة متطورة لقلب موازين المعارك على الأرض في سوريا، قدّم وزير الخارجية الأمريكي تطمينات عكسية لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف؛ حيث أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة تُعارض مبدأ تزويد المعارضة السورية بمضادات جوية.
 
ونقلت وكالة أنباء "إيتار ــ تاس" الروسية عن لافروف قوله، في ختام محادثاته في باريس مع كيري: "طرحنا موضوعاً ما، تناولته وسائل الإعلام حول مناقشة تسليح المعارضة بصواريخ مضادة للجو، خلال زيارة الرئيس أوباما للسعودية، وكيري أكد رفض الأميركيين".
 
وأضاف لافروف أن ذلك يتفق بشكل كامل مع الاتفاقات الروسية-الأميركية حول عدم توريد المنظومات الصاروخية المحمولة إلى النقاط الساخنة، وكذلك الاتفاقات الروسية-الأميركية حول منع انتشار هذه المنظومات.
 
رسائل سلبية للرياض
وكانت وسائل إعلام عالمية قد نقلت يوم الجمعة الماضي عن مصادر في الحكومة الأميركية، أن إدارة أوباما تناقش احتمال رفع حظر تصدير المنظومات الصاروخية المحمولة للمعارضة السورية.
 
وتأتي هذه التصريحات الأمريكية بعد أيام فقط من اجتماع الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ حيث هيمن الملف السوري والإيراني على هذه المحادثات.
 
وبرغم التأكيد على عمق التحالف بين البلدين؛ إلا أن تصريحات جون كيري لوزير الخارجية الروسي تبعث برسائل سلبية للرياض؛ مفادها: عدم تغيير واشنطن من نهجها؛ خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، الذي توليه السعودية أهمية كبرى.
 
ونقلت "رويترز" في تقرير لها عن ما تمخّضت عنه هذه اللقاءات التي جمعت بين أوباما وخادم الحرمين؛ حيث قال مصطفى العاني المحلل الأمني: "من السابق لأوانه الحكم بما إذا كان الاجتماع ناجحاً. والفيصل هو ما إذا كانت السياسة الأمريكية بشأن سوريا ستتغير بسرعة كافية".
 
وردد عبدالله العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، هذا الرأي فقال: "كما تعلمون، قبل الزيارة كانت العلاقات فاترة؛ لكن ليس لدرجة تجعلها في خطر؛ مضيفاً أنه يتحدث بصفة شخصية، وأنه ليس لديه معلومات مباشرة عما بحثه أوباما مع خادم الحرمين".
 
لكنه أضاف، أنه برغم أن الاجتماع سار على ما يرام على ما يبدو؛ فليس من الممكن الحكم على نجاحه حتى الآن. وقال: "إذا طرأ تغيير في السياسة الأمريكية؛ فسيعني أن الأمريكيين يتفهمون الآن القصة الحقيقية".
 
"ديبكا" والسلاح الصيني
وفي سياق العلاقات الأمريكية-السعودية كشف موقع "ديبكا" الاستخباري الإسرائيلي في تقرير له حول زيارة أوباما للرياض قائلاً بأنه: "في حال لم ينجح أوباما في رأب الصدع الحاصل بين الرياض وأمريكا؛ فإن السعودية قد تتحرك لترفيع علاقاتها مع الصين إلى علاقات استراتيجية"، وأضاف التقرير، أن زيارة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة للصين تكشف الرغبة الكبيرة لدى السعودية في تطوير علاقة استراتيجة مع الصين؛ وذلك استجابة لنصيحة الأمير تركي الفيصل، الذي قال: "ينبغي على السعودية أن تتأقلم مع الانسحاب الأمريكي من المنطقة"؛ حيث تحركت السعودية لاختبار الصين ما إذا كانت صالحة لأن تكون بديلاً استراتيجييا محتملاً.
 
 وأضاف التقرير، أن الصين الضخمة تحتاج للنفط السعودي، وهو ما يمكن أن تقايضه بأسلحة وربما صورايخ متطورة؛ فيما قد تم توقيع اتفاقيات سرية بين الصين والسعودية قبل زيارة ولي العهد إلى الصين مؤخراً.
 
صفقة المالكي
وفي موازاة ذلك، وفي تقرير لـ"الورلد تريبيون" قد يزيد الهوة بين وجهات النظر السعودية والأمريكية المختلفة في الملف العراقي؛ على الرغم من اتفاق البلدين على ضرورة مكافحة الإرهاب في المنطقة.
 
حيث كشفت "الورلد تريبيون" الأمريكية في عنوان عريض لها، بأن أمريكا سوف ترسل في القريب العاجل فريقاً من طائرات الأباتشي الهجومية لمساعدة العراق ضد السنة! وأضاف التقرير، أن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لإرسال وتأجير ستة طائرات أباتشي هجومية ومتطورة للعراق في أسرع وقت.
 
وقالت وكالة "التعاون الأمني": "إن هذا المشروع يشمل تدريب طيارين عراقيين أُرسلوا في بعثات لمواجهة القاعدة وحلفائها من السنة".
 
وقالت الوكالة: إن الصفقة تدعم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة من خلال تزويد العراق بأسلحة تكون حاسمة لحماية نفسها من التهديدات الإرهابية والتقليدية؛ وذلك بحسب الصحيفة.
 
وقالت الصحيفة: إن الصفقة تعني إرسال 100 جندي أمريكي ومتعاقدين، للتدريب وللمحافظة على هذه الطائرات، وتوقّع التقرير أن تصل هذه الصفقة إلى العراق قريباً، ولاستخدامه فوراً لاستعادة الأنباروالفلوجة؛ وذلك بحسب مسؤول أمريكي كبير.
 
وكانت السفارة الأمريكية في بغداد قد أعلنت قبل عدة أيام في بيان لها، عن أن واشنطن جهّزت العراق بـ100 صاروخ "هيل فاير Hellfire"، وكميات كبيرة من الذخائر والبنادق بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي والشراكة الأمنية طويلة الأمد بين البلدين.
 
وأضافت السفارة في بيان لها، أن الولايات المتحدة قامت في وقت سابق من هذا الشهر بتسليم حوالى 100 صاروخ من نوع (هيل فاير) مع مئات الآلاف من طلقات الذخيرة وبنادق (M4).
تصريحات الفيصل
وفي تصريحات تعكس وجهة النظر السعودية المغايرة حيال الأزمة في العراق قال الأمير تركي الفيصل في مداخلة له في مركز "ويدر ويلسون" للأبحاث في واشنطن الاثنين، الماضي، ونشرت "سبق" تصريحاته التي قال فيها: "إن الخلاف الأمريكي-السعودي بشأن الموقف من "المالكي" لا يمكن حله، وبسبب الضغط الأمريكي والإيراني حصل "المالكي" على أحقية تشكيل تحالف، وأصبح رئيساً للوزراء قبل أربعة أعوام".
 
وقال تركي الفيصل: "إن الأزمة الأمنية في الأنبار أكثر تعقيداً من مجرد محاولة تقديمها على أنها جهود حكومية لطرد تنظيم القاعدة من غرب العراق".
 
وأضاف الأمير: "المالكي لا يمتلك الشعبية التي تتوقعونها هنا، وقضية الأنبار أكثر تعقيداً بالمقارنة بكيفية تقديمها في الصحافة الأمريكية على أنها تتعلق بتنظيم القاعدة يستولي على مدن في الأنبار، ومحاولة الحكومة طرد عناصر التنظيم، وهناك عراقيون يقولون إن هناك نوعاً من التلفيق في هذه الرواية، كما أن "المالكي" يحاول استخدامها من أجل الحصول على دعم من الشيعة بعد خسارة النسبة الأكبر من الدعم في الماضي".
 
تحذير ملادينوف
وعززت هذا الموقف السعودي تصريحات الأمم المتحدة؛ حيث أكدت أن نحو 400 ألف شخص نزحوا من ديارهم هذا العام؛ بسبب العنف المستمر في غربي العراق؛ وذلك من خلال تحذير وجهه مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف، أمام مجلس الأمن الدولي، من أنه بدون المزيد من التمويل؛ فلن يكون بمقدور الأمم المتحدة مواصلة مساعدتها الإنسانية لهؤلاء الفارين من القتال في الأنبار؛ مُبَيّناً أن التوترات بين الطوائف في العراق، يُغَذّي التوترات الطائفية هناك، ورأى ملادينوف أن التهديد الأمني في الأنبار بدأ ينتشر في مناطق أخرى في العراق.
 
وتقف التفجيرات المتعاقبة في مختلف المحافظات العراقية -خاصة التي يعيش فيها السنة- لتثير علامات استفهام واضحة حول الجهة التي تقف وراءها، بالتزامن مع العمليات العسكرية التي شنها الجيش العراقي منذ مطلع العام الحالي، واتهم أهلُ السنة "المالكي" بأنه يدعمها بهدف حصارهم.
 
تفجيرات الجسور
ووقعت منذ شهر يناير الماضي سلسلة تفجيرات استهدفت نحو 20 جسراً في عمليات تبدو أنها منسقة تنسيقاً محكماً، استهدفت الجسور الحيوية في محافظة الأنبار، وفي مدن يسكنها أغلبية سنية؛ لينجم عن ذلك خسائر اقتصادية وتجارية؛ بانقطاع تلك المعابر، التي عزلت السنة وحاصرتهم ويسّرت استهدافهم.
 
وتسبب هذا الحصار والقصف العشوائي المستمر الذي تتعرض له مدن الأنبار؛ وخاصة الفلوجة من قِبَل الجيش منذ الـ 21 من شهر ديسمبر الماضي، في سقوط أكثر من 929 شخصاً، بين مصاب وجريح في مدينة الفلوجة؛ بسبب القصف العشوائي منذ بداية القتال؛ حسب ما أعلنت منظمة "الهجرة الدولية" الشهر المنصرم.
 
ونزحت مؤخراً، أكثر من ألف عائلة من خمس عشرة قرية تابعة لناحية قرة تبة في محافظة ديالي، بعد تهديدات من ميليشيات شيعية في المحافظة بتنفيذ جرائم ومجازر مماثلة لما حدث من عمليات إعدام جماعية لعدد من السنة؛ وفقاً لـ"الوكالة السعودية للأنباء".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org