قال المستشار الأسري والتربوي أحمد سليمان النجار: إن إظهار الفرح بإنجاز طالبة أو طالب بحصد ثمرة جهدهم واجتهادهم خلال عام دراسي كامل، هو أمر إيجابي للغاية ومعزز للطلاب، ودافع لهم لبذل مزيد من الجهد في السنوات القادمة، وتأثيرُ فرحة الوالدين والمحيطين بهم لها قيمة كبيرة للغاية عندهم، كما أن غضبهم وحزنهم على إخفاقهم له أثر كبير أيضًا؛ ولكن إظهار الفرح والسرور لا يعني بالضرورة الاحتفال والمبالغة فيه وخروجه عن سياقه وهدفه.
وأضاف "النجار" في حديثه لـ"سبق": للأسف لم يعد مقصود الكثير من الحفلات إظهارُ الفرح والسرور والسعادة والبهجة؛ بقدر ما هو مقصود منها التباهي والتفاخر وإشباع حاجة الظهور عند الوالدين، وكل ذلك ساقَ الأسر نحو طريق مظلم من النفقات المبالغ فيها والمصروفات المرهقة للغاية؛ لدرجة أن بعض الأسر تقيم حفلات ضخمة لطفل لانتقاله من الصف الأول للثاني، وهو نفسه في الحفل لا يدري لماذا هذا الحفل، إضافة إلى أن كثيرًا من الحفلات يكون لها أثر سلبي للغاية.
وقال "النجار": الحفلات ليست ضرورية أبدًا؛ بل أنصح بتركها والابتعاد عنها، والاكتفاء بإظهار مشاعر الفرح الصادقة التي ستصل للطلاب حتمًا، وإن ترافق ذلك مع هدية -ولو رمزية- فسيكون أفضل وأحسن.
وتابع أن معظم هذه الحفلات في الأساس ليس المقصود منه الفرح بتخرج الطلاب؛ بل أهداف نفسية واجتماعية تتعلق بالكبار أنفسهم، والتي بدورها ستقودهم نحو سباق محموم نحو رفع سقف تلك الحفلات؛ مضيفًا أن الأسرة لن تستطيع في كل تخرج للطالب ومع كل أفراد الأسرة أن تفعل ذلك في كل مناسبة، أو على الأقل سيكون هناك اختلاف -بالتأكيد- بين حفل وحفل للأخوة أنفسهم؛ مما سيكون بابًا عظيمًا من أبواب الكراهية والغيرة والعداوة والشقاق، كما أن فيها إسرافًا منهيًّا عنه وتبذيرًا مذمومًا، وتُحَمّل الأسرة نفقات ثقيلة؛ لافتًا إلى أنه في الحفلات كسر خاطر ومصدر حزن للطلاب الذين لم تُقَم لهم بسبب اليُتم أو الطلاق أو الفقر وعدم القدرة، ومن الإنسانية مراعاة ذلك؛ فلو وجهنا الطالب والطالبة بأن يتصدق بمبلغ من المال على الفقراء والمحتاجين كنوع من إظهار الشكر لله على توفيقه لكان أفضل وأكمل.