قال الخبير وأستاذ الإعلام الرقمي الدكتور فهيد بن سالم العجمي: إن المملكة تتحدّى الأزمنة وتسير بخطى ثابتة إلى الأمام واضعة نصب عينيها طموحات لا تحدّها حدود، وفق خطط قصيرة المدى وبعيدة المدى وفق الرؤية التي تتطلع إليها 2030.
وأضاف الدكتور العجمي أن تصل المملكة إلى مرادها وتطلعاتها؛ فقيادتنا تضع الأسس التي من خلالها يمكن أن نحقق كل غاياتنا في زمن تغيّرت فيه المعالم، وأصبح الجميع في سباق المصالح، فالعلاقات أصبحت تربطها المصالح وتعمقها الرؤى المشتركة المتطلعة إلى غد أفضل في عالم تسوده التغيرات بين الحين والآخر.
وأشار إلى أن المملكة تتمتع بقيادة رشيدة متطلّعة تعرف ماذا تفعل، تضع كل الخطط والبرامج لتتوافق مع مستجدات المتغيرات الإقليمية والدولية؛ فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ يعملان من أجل أن تواكب المملكة العالم وفق المستجدات التي تطرأ عليه؛ لهذا نجدهم دائمًا سبّاقين لكل ما يمكن أن يحقق ذلك.
وتابع: وما تلك القمم التي استقبلتها الرياض خلال اليومين الماضيين، إلا دليل واضح على اهتمام المملكة وتطلعها للمستقبل من خلال العلاقات التي تجمعها بأصدقائها وأشقائها، وإنشاء كيانات متنوعة يتم من خلالها عمل الكثير من الاستثمارات والاتفاقيات التي من شأنها تطور العمل المشترك وتنوعه؛ حتى تكون هناك فرص متعددة ومختلفة يستفاد منها.
وواصل يقول: فقد كان لقاء المملكة والصين على أعلى المستويات ناجحًا؛ حيث عمل على فتح اتجاهات مختلفة؛ مما يزيد من فرص التنوع، وقد رأينا مدى نجاحها وما احتوته من بيانات مشتركة ظهر من خلالها مدى تطور العلاقات السعودية الصينية، وقد اتفقتا على المواءمة بين تطلعات المملكة وفق رؤيتها 2030، ووفق خطط الصين ورؤيتها؛ مما قد يعطي مجالات كبيرة لتشكيل قوة اقتصادية كبرى، يساعدهما في ذلك الإمكانيات المختلفة لدى البلدين.
وأبان أن الرياض شهدت كذلك أعمال اجتماع الدور الثالثة والأربعين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي أشاد بعمل دول الخليج المشترك، وأوضح أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك قد أسهمت في تعزيز الدور الخليجي لمجلس التعاون إقليميًّا ودوليًّا.
وتتواصل الأعمال والقمم التي تدعم العلاقات وتطورها، وتأتي في سياقات ومبادئ وقوانين الأمم المتحدة؛ فقد كانت قمة الرياض الخليجية - الصينية للتعاون والتنمية بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية الصين الشعبية، وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وقد ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وقد تحدث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد "بأن اجتماعنا اليوم في ظل تحديات عديدة تواجه المنطقة والعالم، وظروف استثنائية تحتم علينا تفعيل العمل الجماعي المشترك لمواجهة هذه التحديات، وانطلاقًا من الأهداف السامية والغايات التي بني عليها مجلس التعاون لدول الخليج، واستنادًا إلى عمق العلاقة والصداقة التاريخية التي تربط بلداننا مع جمهورية الصين الشعبية؛ فإن قمتنا هذه تؤسس لانطلاق تاريخي جديد للعلاقة بين الصين والسعودية، تهدف لتعميق التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في جميع المجالات، وإلى تنسيق وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية".
وتابع: أيضًا تحدث الرئيس الصيني مشيدًا بالعلاقات المبهرة بين دول الخليج والصين، داعمًا لها ومشيدًا، وبأنها داعمة للسيادة والاستقلال وتحترم الطرق التنموية لبعضها البعض، وتتمسك بالمساواة بين جميع الدول، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وتدافع بحزم عن تعددية الأطراف. ولعلنا هنا نشيد بتلك الخطوة الفعالة التي تؤسس ميلاد كيان وقوة اقتصادية كبيرة جدًّا بين دول الخليج والصين، تساعد على وضع كثير من المفاهيم المختلفة في سياقها وفق ما تراه تلك الدول من تنوعها، تماشيًا مع القضايا الدولية والإقليمية المختلفة، ومدى الفائدة التي ستعود على هذه الدول من ذلك.
وختم: هناك أيضًا قمة الرياض العربية الصينية، بحضور قادة ورؤساء وفود الدول العربية، وجمهورية الصين الشعبية، بالرياض، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نيابة عن الملك سلمان، وقد وضح سموه خلال القمة حسن العلاقات بين الدول العربية والصين، مشيدًا بها، وأكد أن المملكة تعمل على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا ودعم العمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة، بما يسهم في تحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة. وقد أكد سموه للعالم أجمع أن العرب سوف يسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى، وسوف نثبت ذلك كل يوم.