وقّعت الهيئة العامة للاستثمار، خمس مذكرات تفاهم مع عدد من كبرى شركات البتروكيماويات في العالم، بقيمة بلغت ملياريْ دولار "7.5 مليارات ريال".
جاء ذلك خلال حفل أقيم اليوم بفندق كراون بلازا في الرياض، بحضور محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس إبراهيم العمر، رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية الدكتور غسان الشبل، نائب وزير الصناعة المهندس أسامة الزامل، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية للجبيل وينبع المهندس عبدالله السعدان، والنائب الأعلى لرئيس شركة أرامكو للخدمات الفنية المهندس أحمد السعدي، إضافة إلى ممثلي كبرى شركات البتروكيماويات، وعدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص في المملكة.
ورحّب محافظ الهيئة العامة للاستثمار بكبرى شركات قطاع البتروكيماويات العالمية في السوق السعودي؛ مؤكدًا أن هذا الإنجاز تَحقق عبر سعي الهيئة الدائم لتسويق الفرص الاستثمارية بالمملكة، وتمكين الشركات العالمية منها.
وقال "العمر": قطاع البتروكيماويات يُعد أحد أهم القطاعات الاستراتيجية التي توفّر فرصًا استثنائية للمستثمرين؛ ولذلك تعمل الهيئة العامة للاستثمار بالتنسيق والتكامل مع الجهات المعنية بمنظومة الصناعة والطاقة، على جذب المستثمرين وتمكينهم من هذه الفرص، وتقديم كل التسهيلات المتاحة لدخولهم السوق السعودي واستدامة عملهم في القطاعات الاستراتيجية؛ خصوصًا في ظل الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة، والتي جعلت منها بيئة جاذبة لاستقطاب الاستثمارات من أنحاء العالم.
وتهدف هيئة الاستثمار من هذا التوقيع إلى جذب استثمارات نوعية ومختلفة في الصناعات التحويلية لقطاع البتروكيماويات؛ إذ يعتبر القطاع من الركائز الأساسية لاستراتيجية المملكة الصناعية.
وشملت مذكراتُ التفاهم: مذكرةَ تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار وشركة "BASF" الألمانية، والتي تُعد إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، وتهدف المذكرة إلى دراسة وتقييم إنشاء مصنع لإنتاج كيماويات متخصصة في مدينة الجبيل الصناعية، ومذكرة تفاهم مع شركة "SNF" الفرنسية، التي تُعد أكبر منتج لمادة PAM في العالم، المستخدمة في معالجة المياه واستخراج النفط والغاز، والتعدين، ومذكرة تفاهم مع شركة "Mitsui & Co." اليابانية، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم، وبموجب هذه المذكرة سيتعاون الطرفان على دراسة وتقييم إنشاء مصنع بمدينة الجبيل الصناعية، لإنتاج مادة الأمونيا بطاقة استيعابية تُقدر بمليون طن سنويًّا، وبطريقة إنتاج صديقة للبيئة، بالإضافة إلى مصنع آخر لإنتاج كيماويات متخصصة.
وتَضَمّنت كذلك مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار وشركة "Shell" المتخصصة في مجال الطاقة والبتروكيماويات، وستتيح هذه المذكرة العمل على إنشاء مصنع في مدينة الجبيل الصناعية لإنتاج محفزات تعمل على إنتاج مواد ذات قيمة مضافة من زيت الوقود، بالإضافة إلى تقليص مادة الكبريت فيه؛ وذلك لتقليل آثاره السلبية على البيئة، ومذكرة تفاهم مع شركتيْ "Shell" و"AMG"؛ بهدف إنشاء مصنع لإعادة استخلاص معادن ذات قيمة عالية من المحفزات المستخدمة في عمليات تكرير النفط بعد استهلاكها؛ حيث تستخدم هذه المعادن في إنتاج أنواع متخصصة من الحديد والصلب وغيرها.
يشار إلى أن استقطاب الاستثمارات الأجنبية في المملكة، يشهد حراكًا كبيرًا في جميع القطاعات؛ حيث أعلنت الهيئة مؤخرًا في تقريرها الربعي الثالث، أن عدد الرخص الصادرة للاستثمار الأجنبي بلغ 251 رخصة، بزيادة 30% مقارنة بنفس الفترة من عام 2018.
وأعلنت الهيئة أن عدد تراخيص الاستثمار الأجنبي حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، بلغ 809 تراخيص، شملت مشاريع مشتركة مع مستثمرين محليين، بإضافة مجموع العدد التراكمي على مدى الأرباع الثلاثة الماضية خلال العام الحالي، والتي بلغت 809 تراخيص استثمارية؛ حيث تسجل الهيئة أكبر عدد للتراخيص السنوية على مدى الأعوام التسعة الماضية.
ويأتي هذا النمو السريع في عدد الاستثمارات، في الوقت الذي نفّذت فيه المملكة سلسلة واسعة من الإصلاحات الاقتصادية؛ إذ قفزت المملكة 30 مرتبة وفقًا لتقرير ممارسة الأعمال 2020، الصادر عن مجموعة البنك الدولي، لتصبح بذلك أكثر الاقتصادات تطورًا على مستوى العالم.