انطلقت أخيراً أول بطولة نسائية لفنون الدفاع عن النفس بمدينة جدة، تحت إشراف الهيئة العامة للرياضة التي خصصت البطولة لفئة الهواة، وبلغ عدد المتقدمات للبطولة أكثر من 40 متسابقة اجتمعن بلباسهن الأبيض ليبدأن ترديد الشعارات الخاصة بفن الكاراتيه، ويسددن الركلات بسرعة وقوة ومرونة.. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه بعض النوادي الرياضية المرخصة، إقبال هاويات في فنون الدفاع عن النفس بأنواعها.
عن هذه التجربة قالت "أمة الله باحاذق" أول مدربة سعودية في الشرق الأوسط لرياضة "التاي تشي" لـ"سبق": إن جيلاً بأكمله من الفتيات بدأ فعلاً في كسر الأفكار النمطية التي تُصوّر المرأة على أنها كائن ضعيف؛ وذلك عبر التوجه إلى احتراف الرياضات القتالية بمختلف أنواعها، وهو السبب في أن اتجهت العديد من الفتيات لرياضات الدفاع عن النفس لممارسة نوع مختلف عن الرياضات المعتادة؛ فأصبحت المرأة تبحث عن تحقيق الذات وخوض التحدي وإثبات المقدرة والقوة بطريقة مهذبة لحماية نفسها أولاً، ووسيلة لتحسين الذهن وطرق التفكير على وجه العموم.
وأكدت، كمدربة محترفة، حول مقولة أن تلك الرياضة تقلل من أنوثة المرأة وتُظهر جسمها كجسم الرجل كما يشاع؛ أنه لا يوجد علاقة مطلقاً بين ممارسة رياضة الدفاع عن النفس واختلاف تكوين جسم المرأة؛ حيث إن الأمر يتطلب لياقة بدنية عالية، وتغذية جيدة لبناء جسمها الصحيح؛ ولكن ما نراه في الإعلام هو نتيجة تعاطي بعض المكملات التي قد لا تتناسب مع تكوينها الجسدي؛ وبالتالي قد تسبب الضرر لها، ونحذّر كثيراً منها.
وقالت "باحاذق": تُقدم الرياضة للمرأة اكتسابَ اللياقة والمرونة والتوازن، بالإضافة إلى الاستجابة الصحيحة والمهذبة للمنبهات والمثيرات بطريقة تحميها ولا تسبب أذى للآخرين، وتناسق وديناميكية حركية.. أما من الناحية النفسية والذهنية فهي تساعدها على تهذيب مشاعرها وتحسين طريقة تفكيرها؛ ليس على المستوى الرياضي فحسب؛ ولكن حتى على مستوى العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وأيدت اتجاه المرأة لتلك الرياضة للدفاع عن نفسها من التحرش بكافة أنواعه، وتابعت: بالتأكيد هو ليس فقط للتحرش؛ وإنما حتى الاعتداء الجسدي؛ حيث إن هذه الرياضة تُكسبها الثقة في نفسها أثناء الموقف؛ مما قد يكون كافياً لفهم الآخرين بأنها تخفي من مهارات ما قد يؤذيهم؛ وبالتالي يكسبها احترامهم.
وختمت: "ولله الحمد يذهلني حقيقة رؤيتي لعدد المقبلين على الأندية الرياضية وممارستها في الممشى والمراكز الاجتماعية وغيرها؛ فالشكر موصول لهيئة الرياضة واتحاد الرياضة المجتمعية على جهودهم المبذولة في توعية وتحسين المجتمع على جميع الأصعدة".
من جهة أخرى قالت "لينا آل معينا" عضو مجلس الشورى وعضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية لـ"سبق": إن الاتجاه لمثل تلك الرياضة جيد، ويعود إلى هواية المرأة للرياضة التي تفضلها.. وبرغم أنني لا أمارس الرياضة القتالية؛ لكن هذا لا يمنع أن تمارس المرأة أي نوع من أنواع الرياضة التي ترغب بها وتعطيها الثقة واللياقة التي ترغبها.
وأضافت: منذ زمن كانت المرأة العربية تشارك في الحرب؛ فاليوم وبعد دخول المرأة العمل؛ لا يمنع من اختيارها الرياضة التي تناسبها سواء كانت قتالية أو غيرها، ويكون من ضمن هوايتها.
من جهة أخرى قالت سهام "أم محمد" وهي ملتحقة بإحدى دورات الكاراتيه لـ"سبق": إنها اتجهت لهذا النوع من الرياضة بسبب ضعف شخصيتها؛ فهي تتعرض للتنمر من قِبَل بعض زميلاتها في العمل، ونتيجة لضعف شخصيتها لا تستطيع الرد أو الدفاع عن نفسها.
وتضيف: بعد أن أخبرتني إحدى قريباتي أنه يجب أن أتعلم رياضة للدفاع عن النفس لتزيد ثقتي بنفسي؛ وجدت إعلاناً لتعليم رياضة الكاراتيه؛ فسجلت وكانت النتيجة رائعة؛ ليس فقط من أجل الحصول على القوة الجسدية؛ وإنما أصبح لديّ قوة شخصية ومرونة بالحركة، وأصبحت قادرة على مواجهة التنمر بكل ثقة.
ويُذكر أن هناك العديد من الأسماء السعودية التي برزت في مجال الرياضة القتالية؛ منهم: ريما التركي، الحاصلة على الحزام الأحمر في رياضة التايكوندو، ومما دفعها قبل سنوات للتدرب بشكل شخصي مع إحدى المدربات؛ أنه لم تكن توجد نوادٍ متخصصة، وتصف تدريبها على هذه الرياضة العنيفة بأنه "علّمها كيفية توظيف ممارستها في حماية نفسها". واختارت رياضة التايكوندو لأنها تعزز قدرات الجسم البدنية، وتبني طاقة نفسية عالية، وتعطي ثقة أكثر في النفس وقدرة على مواجهة جميع الظروف".
أما الملاكمة دنا الغامدي الحاصلة على لقب بطلة العرب؛ فهي أول ملاكمة سعودية تحصل على اللقب، ضمن البطولة التي أقيمت في الأردن، وحققت عدداً من البطولات الرياضية، والمواطنة رشا الخميس (28 عاماً) فمارست 6 ألعاب رياضية؛ حتى استقرت على رياضة الملاكمة، وكرة القدم، السلة، تنس الطاولة، التسلق، والجري.. حصلت على رخصة التدريب في الملاكمة، كما شاركت في الماراثون، وهي أول سعودية تحصل على شهادة تدريب معتمدة من الاتحاد السعودي للملاكمة.