دفعت الحركة السياحية الكبيرة والأجواء المعتدلة والممكنات الطبيعية التي تحظى بها منطقة الباحة، عددًا من أهالي المنطقة لإنشاء مشاريع ريفية سياحية، ومقاهٍ نوعية، مستثمرين مقوماتها الطبيعية والمناخية، وبأيدٍ سعودية، وأفكار جديدة أسهمت في تعزيز الجذب السياحي.
وعمل عدد من أهالي المنطقة وفق المقومات السياحية كالقرى الأثرية، والقلاع، والمزارع الجبلية، لتتحول إلى علامات تجارية، ويتنافسون في توظيف العديد من الابتكارات عليها لتنسجم مع طبيعة المكان، وموقعه لإيجاد أجواء مناسبة في الفترة المسائية على وجه الخصوص، حيث تشهد زيادة في الإقبال عليها من الزوار والمصطافين وأهالي المنطقة.
وأوضح عدد من أصحاب تلك المقاهي والجلسات أنه يتم الاستفادة من المواقع مستغلين الطبيعة الخلابة للقرية والأجواء المعتدلة، واستخدام الإضاءة المناسبة، وأشكال وأنواع الأثاث الجذاب الذي يتناسب مع المكان، والأدوات والسيارات القديمة، وتوفير جميع أنواع القهوة وخاصة القهوة السعودية، ممّا شكّل تجانسًا وتكاملًا بين الطبيعة وعراقة الماضي ومقومات السياحة الحديثة، إضافة إلى حرصهم على أن تدار مشاريعهم من قبل أبناء وبنات المنطقة.
وأضافوا أن تلك المشاريع جاءت سعيًا للتعريف بالمشاريع الناشئة والمرغوبة لمحبي التنزه بطريقة تقليدية عصرية في ذات الوقت، ونشر ثقافة التنزه واستغلال المواقع والفرص الاستثمارية، والتعريف بجوانب التنوع الجغرافي والمطلات والمناظر الخلابة لمنطقه الباحة.
وأبدى عدد من مرتادي تلك المقاهي والجلسات إعجابهم باختيار المواقع والتجهيزات التي تعكس هوية المنطقة، وتعزيز حضور التراث القديم وفق برامج حديثة تتوافق مع متطلبات العصر، والتي تناسب جميع الفئات العمرية.
يُذكر أن منطقة الباحة تشهد كل عام تزايدًا في المشروعات الشبابية الاستثمارية الجديدة في المدينة والمحافظات وضواحيها، وسط تناغم مدروس بين الأفكار التسويقية العصرية والتراث المادي والمعنوي العريق للمنطقة، والآثار التي يعود بعضها لعدة قرون، والمقومات السياحية والبيئة الخلابة للمنطقة.