كانت هذه الإجابة تطاردني كلما سألتُ صاحب بقالة أو سوبر ماركت، بل إنني ذهبت إلى بُعد آخر، وأصبحت أتواصل مع المزارعين عن طريق أرقامهم في العبوات والكراتين، وكانوا يستغربون من سؤالي بردهم: "إيش يعني بيض مبستر؟!". وأشرح لهم، ولا أجد إجابة، بالرغم من أنهم يعرفون البيض العضوي! فأقترح على وزارة الزراعة عمل حملة تثقيفية عن أهمية بسترة البيض، وتحفيز المزارع على بسترة البيض؛ لأننا فعلاً أصبحنا بحاجة لأحدث الممارسات الصحية في مجال الزراعة، وخصوصًا بعد تجربتنا في جائحة كورونا.
ففي عام 2013م قامت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بتصنيف البيض غير المبستر بأنه من ذوي القابلية العالية للخطر؛ لأنه قد يحمل أوبئة مثل "السالمونيلا" و"الأميبا" وغيرهما من الملوثات. ولضمان عدم انتقالها للمستهلك تم منع بيع كل البيض غير المبستر في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه الطريقة نجحت في القضاء على الأوبئة، ومن ضمنها إنفلونزا الطيور، كذلك انخفضت معدلات الإصابة بالسالمونيلا في الولايات المتحدة الأمريكية التي تحدث من تناوُل أو تداوُل البيض النيئ، الذي يُستخدم في الصلصات مثل سلطة السيزر، وفي الحلويات، وكذلك عند الرياضيين صباحًا؛ وعليه فإني أدعو الوزارة وهيئة الغذاء والدواء إلى اتباع خطوات مماثلة، والترويج للبيض المبستر تمهيدًا لجعله البيض الطبيعي مستقبلاً.