ابتزاز واستشارات شاذّة.. مختصون يحذرون من "حسابات الإثارة بمواقع التواصل"

"بدوي": أهداف مالية ونشر شائعات وترويج لأفكار متطرّفة لإحداث خلل بالمجتمع
ابتزاز واستشارات شاذّة.. مختصون يحذرون من "حسابات الإثارة بمواقع التواصل"

حذّر مختصون في علم الاجتماع والجريمة وعلم النفس في المملكة من تزايد حسابات تفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بطرح عدد من المشكلات والقضايا الشاذّة والنادرة بهدف الإثارة والتشويق والحصول على أكبر قدر من التفاعل، وأكّدوا أن هذه الحسابات تؤثر سلبًا على الانسجام الاجتماعي؛ كونها تنشر أفكارًا لا تنسجم مع قيم المجتمع، بل تعارضها كليًّا، مشيرين إلى أهمية تحصين المجتمع من خلال توعيتهم بعدم التفاعل مع ما تطرحه هذه الحسابات والحصول على الاستشارات من مصادرها الموثوقة والمرخصة.

ووصف أستاذ علم الاجتماع والجريمة في كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله بدوي، بعض هذه الحسابات بأنها "مرض فتاك ومهدد اجتماعي لأمن الأفراد والمجتمعات، سواء كانت تلك الحسابات معروفة أو وهمية".

وقال "بدوي لـ"سبق": "تحاول بعض الحسابات ووفق خطط ممنهجة أن تصل إلى جميع شرائح المجتمع من خلال عرض قضايا لا تمتّ للواقع بصلة، معتمدة على عناصر التشويق والإثارة لتحقيق أهداف مقصودة؛ حيث تتعمّد هذه الحسابات إعطاء معلومات غير صحيحة عن توجهات المجتمع وأفكاره وسلوكه وتشويه "الإطار المرجعي"، وطرح قضايا نادرة وشاذة لا تعكس الواقع ولا الحقيقة".

وأضاف: "هذه الحسابات تتطرق لقضايا اجتماعية وأسرية غير حقيقية وتحاول التشويش على الرأي العام ونقل صورة مختلفة للمجتمعات الأخرى عن المجتمع المحلي. وبلا شك فإن الأهداف تختلف من فئة لأخرى؛ فهناك من لدية أهداف مالية وعمليات ابتزاز بشتى أنماطه، وهناك مَن هدفه نشر الشائعات والترويج لأفكار "متطرفة" لإحداث خلل داخل المجتمع، بالإضافة إلى أهداف تتعلق بجمع البيانات بكافة أشكاله، بالإضافة إلى الهدف العام وهو الإساءة إلى "النموذج المثالي" للمجتمع أمام المجتمعات الأخرى".

وتابع: "في ظل هذا التقدم الرقمي وعدم القدرة الكاملة على المنع في هذا الفضاء المفتوح، فإن المرحلة القادمة تتطلب تكثيف برامج التثقيف لكافة فئات المجتمع وتحصينهم فكريًّا وزيادة جرعات الوعي لتلافي الوقوع كفريسة سهلة لمثل هذه الحسابات التي تعتمد لتحقيق أهدافها على المتلقي أولًا وأخيرًا".

من جانبه أكّد الأخصائي النفسي عبدالله الجطيلي، أن ظاهرة تقديم وطلب الاستشارات بشكل عشوائي على منصات التواصل ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل صارخ، فتجد من يقوم بفتح بث مباشر ويقدّم الاستشارات الزوجية والأسرية أو النفسية دون مراعاة للفروق الفردية؛ فالاستشارة التي تناسب فلانًا لا تناسب آخر، حتى ولو كانوا بنفس المشكلة".

وأضاف: "من وجهة نظر تخصصية نشك بمؤهلاتهم العلمية، فمن المسلمات في المجال النفسي أو الاجتماعي مراعاة الجوانب الفردانية وهم لم يأخذوا بها، ومن المسلمات الحفاظ على سرية طالبي الاستشارة وهم لا يلتزمون بها"، ناهيك عن آثار تلك الاستشارات على طالبي المشورة عندما يأخذون باستشارة شخص لم يفهم ظروفهم الاجتماعية وظروفهم الثقافية وظروفهم الفردية، هذا لو افترضنا أن مقدم الاستشارة أو الحل حقًّا شخص مؤهل".

ودعا "الجطيلي" أفراد المجتمع كافة إلى أخذ الاستشارات من المراكز المرخصة ومن الأشخاص المؤهلين علميًّا وقانونيًّا؛ حفظًا لحقوقهم ورفاههم النفسي وعدم اللجوء لمثل هذه الحسابات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org