
في مقاله بصحيفة عكاظ بعنوان "لمحة من عبقرية المؤسس"، أكد الكاتب الصحفي حمود أبو طالب أن عبقرية الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – تتجلى في قدرته الفريدة على توحيد نسيج المملكة المتناقض، حيث نجح في دمج مكونات اجتماعية متباينة ومتصارعة وتحويلها إلى نسيج متآلف ومتجانس.
وأوضح أبو طالب أن هذه البقعة المضيئة من عبقرية المؤسس جعلته يبتعد عن الشعارات الفارغة، ويركز على مشروع الدولة الوطنية الحديثة، مشيرًا إلى أن المنجزات الحقيقية هي التي تتحدث عن نفسها.
ووصف الكاتب كيف تحولت المساحة الشاسعة التي كانت تتناثر عليها مكونات منفصلة تتصارع من أجل البقاء، إلى كيان واحد ذابت فيه الخلافات وتلاشت التمايزات، لتصبح الوحدة التي حققها الملك المؤسس وحدة حقيقية وليست شكلية، وصلت إلى حد الانصهار في بوتقة واحدة، مما أسس لوطن قادر على حماية نفسه وإنجاز مشروعه الحضاري.
وبيّن أن نجاح هذا المشروع لم يكن بالأمر اليسير لولا دهاء الملك عبدالعزيز وصدق نواياه وإخلاصه، إذ استطاع أن يذيب الاحتقانات، ويزيل الحواجز النفسية، ويتعالى فوق الثارات، محولًا الخصوم إلى شركاء في مسيرة البناء.
ويختتم أبو طالب مقاله بالتأكيد على أن مثل هذه الإنجازات لا يقدر عليها سوى العظماء من أمثال الملك عبدالعزيز، الذي يندر أن يكون له شبيه، والذي لم ينصفه التاريخ بعد كما يجب رغم كل ما كُتب وقيل عنه حتى اليوم.