فوائد وللاستشفاء طرق.. "حمامات الرمال".. رهان سياحي جاذب لرفد اقتصاد المملكة

يعرفه كبار السن بـ"الملة" ويسمى ببعض البلدان بـ"الدفن" و"الطمر" وأيضًا "التعرق"
فوائد وللاستشفاء طرق.. "حمامات الرمال".. رهان سياحي جاذب لرفد اقتصاد المملكة

في ظلّ الرؤية الوطنية ٢٠٣٠ ازدهرت السياحة في المملكة العربية السعودية؛ حيث يتيح التنوعُ الطبيعي والبيئي الهائل الذي يزخر به الوطن الرهانَ على أكثر من واجهة سياحية تدعم هذا القطاع الحيوي؛ فطبيعة المملكة العربية السعودية تمتاز بتنوعها البيئي الذي يجمع بين البحار والجبال والأودية والرمال الصحراوية والمناظر الطبيعية، والقرى التاريخية والتراثية.

وقد حرصت كثير من الدول على الاستثمار السياحي الاقتصادي في رمال الصحراء، من خلال ما يعرف بـ"الاستشفاء بالرمال الساخنة" أو "الحمامات الرملية"، التي أصبحت أهم مقاصد السياح حول العالم.

"سبق" تتناول أهمّ جوانب "سياحة الاستشفاء بالرمال الساخنة"، وتسلط الضوء على طرق وفوائد العلاج بها، وأهم المعلومات حولها.

طريقة العلاج بالرمال الساخنة

منذ القدم والإنسان يُعالَج بالرمال الساخنة، وهذه الأيام تنتشر في الصحراء العربية من المغرب إلى الجزيرة العربية ظاهرة العلاج بالرمال؛ إذ يؤكدون أن الاستحمام في رمال الصحراء خلال فصل الصيف علاج طبيعي للعديد من الأمراض.

وتتمّ عملية العلاج بطمر أجساد المرضى حتى الرقبة في الرمال الساخنة، فيما يسمى بـ"الملّة"، وهي الرمل الحار بفعل أشعة الشمس في فصل الصيف بالمناطق الصحراوية.

وتستعمل "الملة" كعلاج يصنف من ضمن الطب البديل؛ إذ يتم حفر حفرة في الرمل، ثم يضع المريض يده أو رجله أو كامل جسده، إلا رأسه، في الحفرة، ثم يدفن بالرمل الساخن، ويبقى فيه حتى يبرد الرمل.

الأسماء متعددة والمعنى واحد

وكما يعرف كبار السن الاستشفاءَ بالرمال الساخنة بـ"الملة"، تسمى هذه الطريقة في بعض البلدان بـ"الدفن"؛ لأن الراغب في الاستشفاء يدفن بالرمل، وتسمى أيضًا "الطمر" و"الردم" وتعني الدفن.

كما تسمى "التعرق"؛ لأن الذي يطمر بالرمل يتصبّب عرقًا بعد دقائق من طمره بالرمال الساخنة، وفي السنوات الأخيرة أصبح يطلق عليها: "حمام الرمل"، و"الاستشفاء بالرمل"، وغيرها من الأسماء التي تعود لمعنى واحد.

مدة الطمر بالرمال وأهم التوصيات

وينبغي للمطمور في الرمل أن يرتوي بالسوائل حتى لا يصيبه العطش ومن ثم الجفاف والإعياء إلى درجة فقدان الوعي، كما تتم تغطية رأس الراغب في الاستجمام بمظلّة أو قماش تفاديًا لضربة الشمس، أما المدة التي يلبث فيها المطمور تحت الرمال فتختلف من شخص لآخر، ومن حالة لأخرى، إضافة لدرجة حرارة الطقس والرمال.

فوائد الاستشفاء بالرمال

التقت "سبق" بالمواطن عبدالله المقحم، الذي قال: "يؤكد كثير ممّن جرّب الاستشفاء بالرمال، أنه علاج للعديد من الأمراض التي لها علاقة بالمفاصل والأعصاب والجلد".

وأضاف: كبار السن يرون أن "الملة" مفيدة لعلاج الروماتيزم والتخفيف منه، ويوصون المريض بضرورة الدفن بالرمال الساخنة حتى تكون قادرة على امتصاص كافة أنواع الالتهابات والروماتيزم.

وتابع: "يعتقد كثير من الراغبين في الاستشفاء بالرمل، أنه علاج لزيادة الشحنات الكهربائية بالجسم؛ إذ يعتبر الرمل أحد طرق تفريغ الشحنات الكهربائية، عن طريق الطمر بالرمال"، كما يمكن لمن يعاني من زيادة الشحنات الكهربائية أن يمشي على الرمل دون ارتداء للأحذية لمدة لا تقل عن ربع ساعة، ويتم تكرارها مرتين في الأسبوع.

وأردف: "تستخدم الرمال في علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية والإكزيما وحبوب الشباب، وغيرها من الأمراض، لكن مع ذلك كله يجب على المريض استشارة الأطبّاء المختصّين والكشف الطبي، قبل الإقدام على الاستشفاء بالرمال، لاسيما كبار السن أو من لا تتحمل أجسامهم الطمر والحرارة، أو الذين يتحسسون من الرمال والأتربة".

مقصد سياحي ومورد اقتصادي

تفعيل الحمامات الرملية أو الاستشفاء بالرمال الساخنة، من شأنه الإسهام في دفع عجلة التنمية في المناطق التي تزخر بالرمال؛ فهي تمنح سياحة حيوية للمحافظات والمراكز والأرياف، وتحدث حراكًا في الاستثمار في مجالات الإسكان والمطاعم والنقل.

كما أنها تعتبر خيرَ دعاية للمواقع الطبيعية التي تزخر بها مناطق المملكة، وهذا يتطلّب الاهتمام من الجهات المختصة وذات العلاقة لاحتضان تلك الحمامات الرملية ودعمها وتوفير مرافق سياحية متكاملة في المحافظات والمراكز التي تقع في نطاق تلك الرمال.

مطالب بإشراف صحي وضوابط لتنظيمها

وعلى الرغم من الفوائد التي ارتبطت بالطمر فى الرمال؛ إلا أنه لا يصلح لعلاج كل الحالات أو الأشخاص، فقد يكون غير مناسب لبعض الاشخاص الذين لديهم مشاكل صحية في القلب أو الكلى أو التنفس؛ لذا من الضروري أن تخضع الحمامات الرملية إلى المراقبة الطبية، كما ينبغي أن تشرف عليها الجهات الصحية وذات العلاقة؛ لتنظيمها ووضع ضوابط لها؛ أهمها: "وجوب إجراء فحص طبي شامل يثبت من خلاله أن المريض على استعداد للخضوع للردم وتحمل حرارة الرمال".

سياحة رائجة في مصر والجزائر والمغرب

وتحظى سياحة الاستشفاء بالرمال الساخنة بانتشار واسع في عدد من الدول العربية، كمصر والجزائر والمغرب، وتعد رافدًا اقتصاديًّا مهمًّا وداعمًا بارزًا لقطاع السياحة؛ إذ تزدهر تلك السياحة في المناطق الصحراوية في تلك الدول، وتلعب دورًا في دعم الجانبين السياحي والاقتصادي.

هذا النجاح لتلك الحمامات الرملية في تلك الدول خير محفز ومشجع على تبنّيه في المملكة العربية السعودية التي تزخر بالرمال في أغلب مناطقها؛ لدفع عجلة التنمية والسياحة والاقتصاد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org