
كشف البريطاني ستيف موري الذي كان مشاركًا في مؤتمر لينة للرعاية الصحية الافتراضية الذي أُقيم اليومين الماضيين عن حجم محبته للسعوديين واحترام ثقافتهم وسبب قدومه للمملكة، بالإضافة إلى مراهنته على نجاح رؤية 2030 وتنفيذ المملكة للرعاية الصحية بالشكل اللائق.
وقال "ستيف موري" في تصريحٍ لـ"سبق": "انتقلت إلى السعودية في عام 2019 للعمل مع الحكومة لدعم خطط التحول الطموحة في قطاع الصحة ضمن رؤية 2030، وفي سبتمبر 2024، أطلقت شركتي الجديدة، Welcome Health Ventures، حيث نسعى إلى تسريع توسع الابتكارات الصحية بسرعة وكفاءة".
وأضاف "على مستوى العالم، هناك آلاف المنتجات والخدمات المثبتة علميًا التي تحسّن صحة الإنسان ورفاهيته، وكيف يمكننا إدخال هذه الابتكارات إلى السوق السعودي؟ وكيف يمكننا تصدير الابتكارات السعودية إلى الأسواق العالمية؟ نريد إنشاء طرق سريعة للابتكار العالمي، مسارات فائقة السرعة تُعرّف أفضل التقنيات وتقدمها للأسواق المستهدفة".
وتابع "على مستوى العالم، يُسهم قطاع الرعاية الصحية بنسبة 4.4 % من إجمالي الانبعاثات الكربونية، أي أن النظام الصحي المصمم لحماية وتحسين صحة الإنسان يتسبب في الوقت نفسه في الإضرار بصحتنا، ويمكن للرعاية الصحية الافتراضية وحلول المستشفى في المنزل أن تحسن الاستدامة وتساعد في بناء أنظمة صحية تحقق الحياد الصفري للكربون".
وقال : "الصحة البشرية تتجاوز لون بشرتنا، جنسيتنا، وحتى ديننا و تحت الجلد دماؤنا جميعًا حمراء، نحن متشابهون، رؤية المملكة العربية السعودية الصحية لن تُسهم فقط في تحسين صحة ورفاهية مواطنيها، بل ستُسهم في تحسين الصحة العالمية، أريد أن أكون جزءًا من هذه القصة الناجحة وأن أساعد في تحقيقها".
وقال : "الرعاية الصحية هي مجتمع، يتطلب تحسين صحة الإنسان مجتمعًا كبيرًا متكاملاً، نحن بحاجة إلى جمع المنظمين، مقدمي الخدمات، وزارة التعليم، وزارة التجارة، ووزارة الصحة، نحن بحاجة إلى جمع المستثمرين والتكنولوجيا معًا، نحن بحاجة إلى التعاون".
وأضاف "المملكة العربية السعودية هي واحدة من أفضل الأماكن في العالم لتنفيذ هذا بالشكل الصحيح، دون تكرار الأخطاء التي ارتكبتها دول أخرى، هذا مشروع مثير، نريد مشاركة معرفتنا حول كيفية عدم القيام بالأمر بطريقة خاطئة، وكيفية تجنب الأخطاء التي ارتكبناها في السابق".
أشار إلى أنه لا توجد دولة مثالية، والسعودية مثلها مثل أي دولة أخرى لديها تحدياتها، مضيفًا "لكنني أحب السعودية لأنها تدرك هذه التحديات وتسعى جاهدة لحلها، رؤية 2030 هي مهمة وطنية يمكن للجميع الالتفاف حولها، بطموحها وإيجابيتها وأحلامها العظيمة، نحن عرقٌ واحد، أمةٌ واحدة. أحب الثقافة السعودية وأحترم الدين الإسلامي وأقدّره".
وأبان : "أصدقائي وعائلتي الدوليون يلقبونني بـ(السيد سعودي) أو (المترجم)، لأنني أعمل دائمًا على الترويج للمملكة كدولة رائعة بشعبها المذهل، وأيضًا على تعليم الأجانب كيفية فهم العادات والتقاليد ورسالتي للجميع : لا تأتوا إلى السعودية لمجرد بيع شيء ببدلة لامعة وحذاء فاخر، تعالوا إن كنتم ترغبون في بناء الصداقات، أن تكونوا زملاء، أن تستمعوا وتتعلموا وتدعموا، نحن في رحلة مشتركة".
وعن حضوره لمؤتمر لينة قال جئت لسببين رئيسيين؛ الأول : الرعاية الصحية الافتراضية لديها القدرة على تحسين جودة الرعاية الصحية وإتاحتها للمرضى بشكل كبير، لا ينبغي أن تقتصر أحدث التقنيات على المدن الكبرى مثل الرياض وجدة فقط. في الواقع، تُعد تحديات الرعاية الصحية في المناطق الريفية مثل الحدود الشمالية سببًا إضافيًا يجعل الرعاية الصحية الافتراضية أكثر أهمية.
وأضاف "السبب الثاني أدرس حاليًا درجة الدكتوراه بدوام جزئي في كلية إدارة الأعمال العالمية للصحة بجامعة UCL، وهي إحدى أفضل 10 كليات عالميًا، يركز بحثي على العلاقة بين التغير المناخي وصحة الإنسان في المملكة العربية السعودية".
وعن انطباعه عن مؤتمر لينة الافتراضي، أوضح أنه "رائع وعادةً ما تُقام جميع هذه الفعاليّات في الرياض وجدة وغيرهما، هذا المؤتمر يعكس الطموح والالتزام بتحسين صحة الإنسان في المجتمعات الريفية، قيادة رائعة، طموح كبير، ولكن هذا مجرد البداية، ومن السهل التحدث بالكلمات، لكن الآن نحتاج إلى المزيد من الأفعال، المواطنون والمقيمون في السعودية يستحقون أفضل رعاية صحية بغض النظر عن مكان إقامتهم في المملكة، يستحقونها اليوم، وليس غدًا".
وختم حديثه بالقول : "يجب أن نركز على الوقاية، ومؤتمر لينة الصحي يتيح لنا هذه الفرصة، حيث يمكننا التركيز على الوقاية والعافية – وهو أمر لم تستطع أي دولة أخرى تحقيقه بنجاح".