
منذ أكثر من 70 عاماً، نشأت العلاقات الوطيدة بين المملكة ودولة إندونيسيا، وأخذت مساراً صاعداً في التطور والنمو والازدهار، يعكس رغبة البلدين الشقيقين في تعزيز هذه العلاقات، والوصول بها إلى أبعد نقطة من النمو والتكامل في مختلف المجالات.
ولم يكن لهذه العلاقات أن تنمو بهذا الشكل، لولا أن المملكة ترتبط بإندونيسيا بعلاقات وثيقة، ترتكن كون إندونيسيا أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان، ولكون المملكة بلاد الحرمين الشريفين، ومنها انطلق الإسلام، يضاف إلى ذلك أن البلدين عضوان فاعلان في منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة العشرين، وتجمع بينهما على المستوى الشعبي علاقات مميزة.
وانطلاقاً من حرص البلدين على تطوير علاقتهما الثنائية، تم تشكيل اللجنة المشتركة في عام 1982 لبحث أوجه التعاون بين البلدين في جميع المجالات، كما تم تأسيس مجلس الأعمال السعودي الإندونيسي المشترك برئاسة قيادتي البلدين مما يُعد خطوة نوعيةً في مسار النهوض بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأطلق تأسيس الصندوق المشترك، فصلاً جديداً من الشراكة بين البلدين الصديقين، لمواصلة العمل وتعزيز التعاون في مجال الأعمال التجارية والاستثمار، كون المملكة وإندونيسيا قوتين اقتصاديتين مؤثرتين ضمن مجموعة العشرين.
ويشهد مجلس الأعمال السعودي الإندونيسي، على رغبة البلدين قيادةً وشعباً في تطوير علاقتهما الثنائية إلى أبعد مدى؛ وتشهد اجتماعات المجلس نقاشات ومشاورات مشتركة، تستهدف تطوير العلاقات بين البلدين، ليس في مجال واحد، وإنما في جميع المجالات.
ومنذ أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تفاصيل رؤية 2030، وما تضمنه من مشاريع وخطط نوعية، والبلدان يتطلعان إلى الاستفادة من الفرص التي تتيحها الرؤية والمشروعات الكبرى التي أطلقتها المملكة في توثيق التعاون المشترك في مختلف المجالات، في ضوء ما للبلدين من مكانة اقتصادية عالمية وعضويتهما في مجموعة العشرين، حيث ترحب المملكة بالخبرات الأندونيسية للعمل في تنفيذ مشاريع الرؤية بطريقة احترافية
وتعد إندونيسيا من الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، ومنها السعودية، لكونها أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا والسابع في العالم، وتحتل المرتبة الـ16 عالمياً من حيث الناتج المحلي، والمرتبة 50 عالمياً من حيث التنافسية العالمية، والمرتبة الـ 73 في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال، والمرتبة 96 من الدول الأقل فساداً وفقاً لمؤشر مدركات الفساد إضافة إلى وفرة مواردها الطبيعية.
ونمت العلاقات بين البلدين، بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر مايو 2017م، رسالة إلى الرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، تضمنت دعوته لحضور القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي تستضيفها المملكة.
وتم خلال الزيارة، المباحثات استعراض العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.