لا تتهاون المملكة في الاهتمام بصحة مواطنيها وجميع القائمين على أرضيها من مقيمين وزوار لبيت الله الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وترى المملكة أن هذا الاهتمام واجب إنساني واجتماعي، يمليه عليها دورها الرسمي كدولة لها مؤسساتها، ومكانتها الدينية كحاضنة للحرمين الشريفين ومسؤولة عن سلامة زوار الحرمين الشريفين منذ أن يصلوا إلى أرض المملكة، وحتى يغادرونها سالمين غانمين إلى أوطانهم، ومن هنا، تواصل السلطات في المملكة اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الإصابة بفيروس “كورونا” الجديد.
فلم يكن من السهل على المملكة أن تُوقف العمرة وتحرم ملايين المسلمين منها، لولا خوفها على ضيوف الرحمن من أن يصيبهم المرض القاتل، وينتشر إلى غيرهم، وأعلنت غير مرة أن هذه الإجراءات خاضعة للتقييم المستمر؛ لمعرفة جدواها في ملاحقة المرض ومنع انتشاره، وأكدت أيضاً أن الإجراءت قابلة للزيادة أو التقليص وفق الحالة الصحية في المملكة، ووفق النصائح والإرشادات التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
التدابير الصحية
ولا شك أن اتخاذ السلطات السعودية لمزيد من الإجراءات الوقائية والاحترازية يجيء في إطار جهودها المستمرة لمنع انتقال العدوى بالفيروس ومحاصرته والقضاء عليه، فالمملكة تتعامل مع الصحة العامة لمواطنيها والقائمين فيها كخط أحمر؛ لا يقبل أي تراخٍ أو تهاون أو مجاملة، ولعل التدابير الإضافية على القادمين من الدول التي ظهرت بها خطورة انتشار فيروس “كورونا” الجديد، وقصر الدخول على المنافذ الجوية مع دول الجوار الخليجي يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية المشددة.
سلامة الجميع
وبالأمس، فرضت المملكة المزيد من الإجراءات الاحترازية، وقالت إنها مهمة في منع نشر الفيروس انطلاقاً من الحرص على حماية صحة المواطنين والمقيمين وضمان سلامتهم، ومن أبرز هذه الإجراءات قصر الدخول إلى المملكة مؤقتاً للقادمين من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، على ثلاثة مطارات، وهي مطار الملك خالد الدولي بالرياض، مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الملك فهد الدولي بالدمام، ويكون المرور عبر المنافذ البرية بين المملكة وتلك الدول للشاحنات التجارية فقط.
الخريطة الزمنية
كثرة الإجراءات الاحترازية التي تتخذها المملكة، وتتابعها من ناحية الخريطة الزمنية، يؤكد أمراً واحداً، وهو أن السلطات في المملكة تتابع تقييم الموقف الصحي على مدار الساعة، وتدرس كل الاحتمالات والتوقعات، وبناءً على نتائج الدراسة، تحدد نوعية الإجراءات الإحترازية الجديدة، وأهميتها للحيلولة دون انتشار المرض في المناطق السعودية.
وما يطمئن حقاً أن التعامل السعودي مع أزمة “كورونا” اتسم بالشفافية والوضوح في اتخاذ الإجراءات الاحترازية فضلاً عن التدرج في نوع الإجراء المتخذ، تبعاً لدرجة الخطورة وانتشار الفيروس، وهو ما يؤكد أن الموضوع حظي بعناية واهتمام ومتابعة للمستجدات منذ الأيام الأولى وحتى اليوم، ويؤكد أيضاً أن سلامة المواطن والمقيم تأتي ضمن أولويات الحكومة الرشيدة، ولا مجال للرهان عليها أو إهمالها دون تمحيص.