قال الباحث في علم المناخ عبدالله العصيمي: إن مواسم النينو القوية تحدث على فترات زمنية طويلة قد تتجاوز أحيانًا 10 سنوات، مشيرًا إلى أنه "لذلك من الطبيعي جدًا أن تتصدر مواسم النينو أخبار الطقس والمناخ، وتحظى باهتمام مراكز الأرصاد الجوية في العالم والجهات الرسمية"؛ حيث "لا يمكن اعتبارها حدثًا اعتياديًا على الإطلاق؛ بسبب نتائجها الكبيرة المتمثلة -بإذن الله- في حالات السيول والجفاف وموجات الصقيع والحرارة، وهي تؤثر على أجزاء كثيرة من العالم بما فيها الجزيرة العربية".
وأوضح "العصيمي" أن تأثير ظاهرة النينو على مناطقنا لا يعني بالضرورة موسمًا مطريًا قويًا؛ لأن الظروف المناخية تختلف أحيانًا على الرغم من أن النينو ترتبط إحصائيًا مع أغلب المواسم المطرية المميزة والقوية بنسبة تتجاوز 80%، ولنا في مواسم 1997 و2015 و2018 أكبر مثال، ولكن أحيانًا قد تحدث نتائج مختلفة وهذا قليل".
وأضاف: "بشكل عام يبقى تأثير ظاهرة النينو قويًا وملموسًا -بإذن الله- خصوصًا مواسم النينو القوية، وتكون الحالات المطرية أكثر غزارةً وتطرفًا حتى لو تركزت في بعض المناطق مثل الشرقية والجنوبية الشرقية وجنوب الوسطى والجنوب الغربي".
وتابع: "كما تتميز مواسم النينو بالبرودة الشديدة بسبب نظام الغلاف الجوي العام وتعمّق الكتل القطبية من غرب روسيا، وهذا التعمّق قد يكون شديدًا إلى درجة تساقط الثلوج في مناطق غير معتادة أحيانًا، وتزداد فرصة هذه الظروف عندما تكون حالة النينو الشرقية قوية بالتزامن مع سلبية تذبذب شمال شرق المحيط الهادئ-PDO كما هو متوقع الموسم القادم، وكما حدث في مواسم 1972، 1982 وأيضًا 2006".
واختتم "العصيمي" يقول: "بشكل عام ننتظر موسمًا حافلًا بالكثير من الأحداث المناخية -بإذن الله- قد تكون غريبة ومتطرفة، وأعتقد أنها فرصة مهمة لهواة الأرشفة والتوثيق المناخي في توثيق الأحداث المتوقعة مثل الأمطار وموجات البرد الشديدة وربما الثلوج أيضًا".