المؤتمر السعودي الثالث للعلوم الطبية الشرعية ينطلق في الرياض تحت شعار "استشراف المستقبل"
انطلقت أمس الثلاثاء في العاصمة الرياض فعاليات المؤتمر السعودي الثالث للعلوم الطبية الشرعية، برعاية وزير الصحة فهد الجلاجل، وذلك في فندق كراون بلازا.
ويُعدُّ المؤتمر، الذي يستمر حتى يوم غد الخميس، من أبرز الأحداث العلمية على مستوى المنطقة في مجال الطب الشرعي وعلوم الأدلة الجنائية، بمشاركة أكثر من 140 متحدثًا محليًّا ودوليًّا من 25 دولة، إلى جانب مناقشة أكثر من 300 ورقة علمية، وتنظيم 11 ورشة عمل متخصصة.
ويأتي المؤتمر هذا العام تحت شعار "التطورات في علوم الأدلة الجنائية: استشراف المستقبل"؛ إذ يهدف إلى مناقشة أحدث الابتكارات والتحديات في الطب الشرعي، وتعزيز التعاون بين الجهات المختصة لتحقيق العدالة؛ بما يعزز من الدور العلمي والتقني في تطوير هذا المجال الحيوي.
برنامج علمي مكثف:
يتضمن المؤتمر ورش عمل متخصصة، ومحاضرات علمية، يقدمها خبراء عالميون بارزون، أبرزهم الدكتور هنري سي لي، أحد رواد علم الطب الشرعي، الذي يقدم جلسة رئيسية حول خبراته في التحقيقات الجنائية، والبروفيسور أنتي ساجانتلا الذي يستعرض أحدث التطورات في علم الوراثة الشرعي.
كما يركز البرنامج على موضوعات مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب الشرعي، وتحليل الأدلة الجنائية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومنهجيات التحقيق المتطورة.
ورش عمل متخصصة:
تتناول الورش موضوعات دقيقة، منها إدارة الجثث في النزاعات والطوارئ، وتقنيات تحديد العمر عبر علم الأسنان، وأحدث الأساليب في تحليل السموم والمخدرات.
كما تطرقت إلى تطوير معايير الطب الشرعي، ودور التحنيط في إدارة الوفيات.
مشاركات محلية ودولية بارزة:
وفي كلمته خلال الافتتاح أكد مساعد وزير الصحة، الدكتور محمد العبدالعالي، أن السعودية تعيش في وطن يسوده الأمن والأمان والعدالة بفضل التطور المستمر في مجالات الطب الشرعي وعلوم الأدلة الجنائية، كما أشار إلى حصول السعودية على جائزة التميز من منظمة الصحة العالمية؛ لجهودها في رفع جودة بيانات الوفيات؛ ما يعكس التزامها بتحقيق معايير عالمية.
توصيات للمستقبل:
وأوضح لـ"سبق" الدكتور فهد العنزي، مدير مركز الخدمات الطبية الشرعية بالرياض، أن المؤتمر سيخرج بتوصيات تهدف إلى تحسين دقة وجودة الأدلة الجنائية.
وأوضح ناصر الشبرقي، أخصائي أول في الطب الشرعي، في تصريح إلى "سبق" أن حضور ورش العمل يتيح فرصة كبيرة للتعمق في تحليل السموم والمخدرات، وفحص الجثث، وتحديد البصمة والجينات الوراثية في الطب الشرعي.
وأكد أن التطورات الحديثة في هذا المجال جعلت مقولة "جريمة قُيدت ضد مجهول" جزءًا من الماضي، مشيرًا إلى أن الاعتماد على أحدث التقنيات أسهم بشكل كبير في تعزيز دقة التحقيقات الجنائية، وكشف الحقائق.
ويُعدُّ هذا الحدث، الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة في مركز الخدمات الطبية الصحية المساندة، بالتعاون مع الجمعية السعودية للطب الشرعي، منصة علمية رائدة، تجمع المختصين من القطاعَيْن الحكومي والخاص، بما يساهم في تبادل الخبرات، وتطوير التوصيات العلمية لضمان جودة ودقة الأدلة الجنائية.
ويأتي المؤتمر ضمن جهود السعودية لتحقيق رؤية 2030 في تعزيز ريادتها العلمية والصحية على مستوى العالم.