أدَّى المصلون في المسجد الحرام، اليوم، صلاة كسوف الشمس، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في أجواء إيمانية تبتهل فيها القلوب خاشعة متضرعة لبارئها وتتوسل إليه، وترجو مغفرته وعفوه ورضاه.
وشهدت جنبات المسجد الحرام وساحاته وتوسعاته الجديدة إقبال المصلين، وسط تكامل جميع الاستعدادات من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وأمّ المصلين الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، وعقب انتهاء الصلاة ألقى خطبة حث فيها المصلين بتقوى الله عز وجل وإتباع أوامره واجتناب نواهيه، والرجوع إليه والإنابة له سبحانه.
وقال: "جُعِلتِ الشمس آيةً باهرةً تدلّ على عِظَمِ خالقِهَا المستحقِّ للإفرادِ بالعبادةِ وتنبيهاً للغافلينَ العابدينَ لها دون خالقِهَا؛ قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْل وَالنَّهَار وَالشَّمْس وَالْقَمَر لَا تَسْجدوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجـدوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهنَّ إِنْ كنْتمْ إِيَّاه تَعْبدونَ}، لافتاً إلى أنه مع اعتيادِ المرءِ ورؤيتِهِ لطلوعِ الشمسِ وبقائها لساعات وتقلبِه في هذه النعم التي ألفها، فمع طول العهد فإن العبدَ ينسى هذه النعمة فيغفل ويطغى، فيأتي التنبيه الرباني من الخالق عزَّ في علاه: {قلْ أَرَأَيْتمْ إِنْ جَعَلَ اللَّه عَلَيْكم اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْر اللَّهِ يَأْتِيكمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعونَ}، فالله عزَّ وجلَّ سخَّرَ الشمسَ والقمرَ؛ أيْ ذَلَّلَهمَا بِالطّلوعِ والأفول تقديرا لِلْآجَالِ وَإِتْمَاماً لِلْمَنَافِعِ.
وأبان "الدوسري"، أن التخويف قد يأتي من الرحمن الرحيمِ بسلبِ تلك النعمةِ لسويعاتٍ قليلةٍ؛ ليرى الناس عِظمَ المشقةِ حين يفْقدون العطايـا وتزول عنهم النعم، وليسَ الخبر كالمعـاينةِ".
ودعا، في ختام خطبته، الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وولاة أمرها لكل ما يقدمونه لبيت الله الحرام من توسعات وتسخير كل الإمكانات لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار.