أتذكر ذات يوم قبل نيف وعشرين عاماً، حينما كنت من مسؤولي التعليم، أتذكر أنني كنت الساعة الثامنة صباحاً في مكتب الملك سلمان بإمارة الرياض، وحين وصلت لمكتبه آنذاك، وجدت الملك سلمان -رعاه الله- قد وصل، ورأيت واحداً من موظفي السكرتارية يقابلني وقد خرج بالملف الأول، بعد أن أنجزه رجل الحزم والجد، الساعة الثامنة، وقد أنجز الملف الأول. ودخلت مكتبه وسلمت، وأشار -حفظه الله- بأن أجلس أمامه؛ حيث توجد ثلاثة مقاعد لموظفي السكرتارية المستمعين لتوجيهاته والمتلقين للأوراق الموقّعة منه، وجلست أرقب المشهد؛ فرأيته يتنقل بين مهاتفة مدير عام الحقوق، يسائله عن معاملة عرضوا فيها رأياً هو يرى خلافه، ثم يطلب مدير الشرطة يستفسر منه عن تقرير سَبَقَ أن طلبه منه، وكدت أن أعرض أوراقي وأتحدث حول موضوعي؛ ولكنه أشار أن انتظر ليفرغ مما بين يديه.