كشف مختصّون ببرنامج جدة التاريخية مراحلَ مشروع تدعيم وإنقاذ "56" مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية، التي تحمل عناصر معمارية وتراثية، والتي أعلنت وزارة الثقافة ممثلة في برنامج جدة التاريخية، عن اكتمال الأعمال بها.
يأتي ذلك إنفاذًا لتوجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بإعادة ترميمها وتأهيلها وفقًا لسجل التراث العالمي وتوثيق منظمة اليونسكو على نفقة سموه.
وقال المستشار التنفيذي في برنامج جدة التاريخية، المهندس سامي نوار: تم البدء في الترميم عقب توجيه ولي العهد على نفقة سموه بأخطر المباني وتوزيع المنطقة، وإشراك أكبر عدد من أسر جدة في هذا المشروع. وأضاف: بدأت العملية؛ حيث تم استخدام الطرق التقليدية حسب منظمة اليونسكو.
وأشار إلى أن الملاك رحبوا بهذه الفكرة وبمكرمة سمو ولي العهد وهذا الإنجاز.
وبيّن "نوار" أن هناك مساجد تم ترميمها؛ وهي: مسجد الشافعي وهو المسجد العتيق منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ومسجد الخضر، ومسجد المعمار؛ حيث تمّ ترميمها على نفس الطرق التقليدية وفقًا لتوجيهات المقام السامي، والذي نصّ على أن يتم العمل بالطرق التقليدية والمحافظة على سجل جدة في سجل التراث العالمي، وعدم الخروج عن مباني جدة التاريخية.
وأضاف: لدينا الدليل الفني للمباني وشركات محلية وعمالة محلية بموجب نظام اليونسكو.
من جانبها قالت المهندسة سارة وديع أبو الحمايل، مهندس مشروع أول ببرنامج جدة التاريخية لـ"سبق": انطلاقًا من دعم سمو ولي العهد في تدعيم المباني بالمملكة وترميمها، فقد تم دعم برنامج جدة التاريخية بمبلغ 50 مليون ريال؛ لتدعيم وإنقاذ المباني الخطرة في منطقة جدة التاريخية، وعددها 56 مبنى تراثيًّا آيلًا للسقوط.
وأضافت: الهدف هو حماية هذه المباني وتدعيمها وإنقاذها والحفاظ عليها بحيث يتمّ بعد استخدامها في المراحل الأخرى وإعادة توظيفها بناءً على المخطط العام الموجود لدينا، وإعادة التوظيف تكون بعدة استخدامات وفقًا للمخطط العام، منه السكني والتجاري والفندقي والثقافي والمكتبي.
بدوره قال المهندس عبدالله عايض العصيمي مهندس مشروع أول ببرنامج جدة التاريخية: مشروع ولي العهد كان 90 مبنى تحتاج إلى إنقاذ وتدعيم عاجل؛ المرحلة الأولى 34 مبنى، والمرحلة الثانية والثالثة 56 مبنى؛ حيث وجه ولي العهد بدمج المرحلتين الثانية والثالثة على نفقة سموه، وتم وضع خطة التدعيم والإنقاذ بموجب المواثيق الدولية لليونسكو.
وأضاف: تم الانتهاء من التدعيم والإنقاذ لـ56 مبنى، والانتقال للمرحلة الثانية من الأعمال.
وأردف: كانت الآلية المتبعة في تدعيم وإنقاذ المباني حسب برنامج جدة التاريخية؛ حيث يقوم فريق الدعم والإنقاذ بالبرنامج بالكشف عن المباني، وذلك بعمل جولات ميدانية واستخدام تقنيات حديثة للكشف ومعرفة المباني الخطرة.
وتابع العصيمي: من مظاهر تدهور المباني انبعاجات في الواجهة وتلف في الجدران الحاملة وتشققات في الواجهة، ويمكن تحديد نسب خطورة تلك المباني من قبل فريق متخصص وبسواعد وطنية.
واختتم بالقول: يتم تأمين المنطقة بسور حماية، ومن ثم تدخل فريق متخصص للتدعيم المؤقت وإنقاذ المشاكل الإنشائية الحرجة، ثم يدخل فريق عمل الدراسات للتوثيق وعمل الدراسات اللازمة، ثم يتم استكمال الأعمال بموجب المواثيق الدولية لمنظمة اليونسكو.