شارك أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو" عبدالله بن سهيل المهيدلي، في جلسة الهلال الأحمر البحريني.
جاء ذلك على هامش الاجتماعات الدستورية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنيف يوم 23 أكتوبر 2024، والتي جاءت تحت عنوان "التنسيق بين المنظمات الإنسانية".
وقد كان أمين عام الهلال الأحمر البحريني الدكتور فوزي أمين، المنسق العام للجلسة، بحضور المتحدثين: رئيس بعثة الاتحاد الدولي في تونس والمغرب سامي فاخوري، والمدير التنفيذي للجنة الإسلامية للهلال الدولي الدكتور محمد العسبلي.
واشتملت الجلسة التي انطلقت في مركز المؤتمرات بجنيف على أربعة محاور رئيسة هي: التحديات، وفرص التعاون، وأفضل الممارسات، وقصص النجاح.
وشهدت حضور عدد من رؤساء وممثلي الجمعيات الوطنية العربية، بالإضافة إلى وفد الأمانة العامة للمنظمة العربية.
وشارك الحضور بآرائهم حول التحديات التي تواجه الجمعيات الوطنية العربية أثناء قيامها بمهامها المنوطة بها في العمل الإنساني.
واتفقت الآراء على أن العمل الإنساني في الوطن العربي تواجهه العديد من التحديات الكبيرة، وعلى رأسها وجود معوقات تحول دون التنسيق المشترك بين الجمعيات الوطنية وتتمثل هذه المعوقات في ضعف التمويل اللازم لدعم الجمعيات الوطنية لبعضها البعض في أوقات الأزمات.
بالإضافة إلى غياب التنسيق الفعال بين الجمعيات الوطنية، فضلاً عن التحديات الداخلية المختلفة التي تواجهها عدد من الجمعيات الوطنية.
وأكد الحضور وجود العديد من الفرص الايجابية لتعزيز التعاون يمكن توظيفها للتغلب على التحديات التي تواجه الجمعيات الوطنية العربية، وهي: العمل على التنسيق الفعّال بين الجمعيات الوطنية والمنظمات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص في الدول العربية؛ ما يعزّز العمل الإنساني المشترك.
بالإضافة إلى ضرورة تحسين الإجراءات اللازمة لتحويل الأموال بين المنظمات والجمعيات العربية، وذلك للتعامل مع الأزمات المختلفة وقت حدوثها، فضلاً عن تنظيم دورات تدريبية حول التأهب للكوارث، وتوحيد أساليب العمل في الميدان، إضافةً إلى تفعيل نموذج النداءات المشتركة، وتبادل المعلومات المشتركة بين الجمعيات الوطنية والمنظمات الفاعلة.
وبشأن أفضل الممارسات، أكد الدكتور فوزي أمين، إمكانية الاستفادة من خبرات الاتحاد الأوروبي في عملية توزيع المهام بين الدول، بحيث تقدم كل دولة الدعم في المجال الذي تتميز فيه بالفعل، ويتم تفعيل هذا الأمر في البلدان العربية.
وشدد على أهمية دور المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في التنسيق بين الجمعيات الوطنية في هذا الشأن، مؤكدًا أهمية استخدام التكنولوجيا وتطبيقات الجوالات لخدمة عملية التنسيق في العمل الإنساني، كما هو مطبق في الاتحاد الدولي الآن.
بعد ذلك تم استعراض عدد من الأمثلة على قصص نجاح الجمعيات الوطنية العربية في عملية التنسيق، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه اتخذ خطوات فعّالة في هذا الشأن من خلال تحسين أداء السياسات، والتي تتضمن عمليات الشراء والتوظيف والعمليات المالية والشفافية، وذلك عبر التعاقد مع إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال.
فضلًا عن وجود آليات تنسيق فعّالة مع 10 جمعيات وطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر على أرض فلسطين، بجانب عدد من المنظمات الدولية.
فيما أكد الهلال الأحمر اليمني، أهمية تشكيل التحالفات مع الجهات ذات الخبرات العالية والمتخصصة في مجالات الإغاثة وتقديم المساعدات والاستجابة الطارئة، لتنويع الخبرات وعمل تحالفات تشغيلية على الأرض.
وأشار إلى أن الهلال الأحمر اليمني لديه تجارب عديدة في عملية التنسيق مع جمعيات هلال أحمر وصليب أحمر عديدة، وهذا التنسيق يتم من خلال التشبيك بين هذه الجمعيات عبر وسائل التواصل التكنولوجية المختلفة.
من جانبه أكد الهلال الأحمر المصري، أن تعزيز أدوار الجمعية الوطنية من خلال الشراكات مع المؤسسات المحلية يعزّز من دور الجمعية لتحقيق أهدافها الإنسانية، من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا الشأن؛ ما سينعكس إيجاباً على أدوار الجمعية الوطنية.
بدوره أكد الأمين العام عبدالله بن سهيل المهيدلي، أن المنظمة العربية تؤدي الآن دورًا كبيرًا في عملية التنسيق بين الجمعيات الوطنية العربية لتلبية احتياجاتها الأساسية في عملها الإنساني.
وقال: إن المنظمة تلقت خلال مدة قصيرة العديد من المطالبات من جانب جمعيات وطنية عربية عديدة تتضمن العديد من الاحتياجات الأساسية لاستكمال أعمالها الإنسانية.
وبدورها قامت المنظمة العربية بالقيام بعملية التنسيق الفعّال مع العديد من الجمعيات الوطنية والمنظمات الوطنية في البلدان العربية، مثل: الهلال الأحمر العراقي والهلال الأحمر السعودي، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ونجحت المنظمة من خلال عملية التنسيق في تلبية هذه المطالب بشكلٍ فعال وسريع.
وبيّن "المهيدلي" أن التحرك الفردي قد يواجهه كثير من التحديات، في حين العمل الجماعي يسهم بقوة في كسر جمود التحديات، وهو ما تعمل عليه المنظمة العربية الآن، من خلال تعزيز التنسيق بين الجمعيات الوطنية العربية لتلبية احتياجاتها الإنسانية، وبما يخدم أهدافها وبرامجها الإنسانية المختلفة.