لم يكن اختيار "البنفسجي" لونًا عامًا للسجاد أثناء استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم لأخيه محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ محض مصادفة، وإنما هو تعبيرٌ غير مباشر عن معانٍ كثيرة ورسائل عدة، أرادت المملكة إيصالها لمن يهمه الأمر.
اعتمدت المملكة اللون البنفسجي لسجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين من رؤساء ووزراء وسفراء، ومُمثلي الدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى السجاد المستخدم في مختلف المناسبات الرسمية.
ويجمع لون السجاد "البنفسجي" بين ألوان عدة ومدلولات غير مباشرة، فضلاً عن البيئات المختلفة، ولكل لون وبيئة معانٍ خاصة، فهذا اللون يشير إلى صحارى المملكة مترامية الأطراف، كما يشير إلى هِضابها خلال فصل الربيع، عندما تتزيّن بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، التي تُشكّل في مجموعها غطاءً طبيعيًا بلون بنفسجي، تمنحه الطبيعة للإنسان، منظرًا جميلاً يستوقف الناظرين.
يضاف إلى ما سبق أن هذا اللون يعكس ترحيبَ أرض المملكة بعابريها، كما يشير إلى كرم الوطن وأهله من خلال لون الطبيعة المِعطاءة والخيرة، وهي تعيش في أزهى حالاتها عندما تخرج أفضل ما لديها من مناظر جميلة وطبيعية من الخالق، وتنفي عنها أنها قاحلة جرداء.
رؤية 2030
وجاء اختيار اللون البنفسجي دون سواه، في وقت تحتفل به المملكة بالذكرى الخامسة لإطلاق رؤية 2030، والاحتفاء بما حققته طيلة هذه السنوات على أرض الواقع، ولم يكن هذا من قبيل المصادفة، وإنما هو تعبير صادق على العطاء اللامحدود الذي قدمته الرؤية للمملكة وشعبها في هذه الفترة، ونجاحها في تحقيق المستحيل على كل المستويات، وكان أبرز هذا العطاء في الشأن الاقتصادي، الذي وجد الدعم المثالي من برامج الرؤية، بعدما باتت للمملكة مصادر اقتصادية نوعية، تخفف من اعتماد خزانة البلاد على دخل النفط، وهو ما وعد به ولي العهد عندما أطلق الرؤية في صيف 2016، وها هو يفي بما وعد به، وأصبح للمملكة اقتصاد يحظى بإشادة العالم والمنظمات الدولية.
جذور التاريخ
ومن الرسائل التي بعث بها سجاد مراسم الاستقبال، أن هناك حالةَ تجدد ونمو ونهضة تعيشها البلاد في ظل الرؤية، وطال هذا التجدد كل مناحي الحياة، ورسخ الاعتزاز المتنامي بجذور التاريخ والهوية والحضارة، كما أنه يحتفي بمدلولات الثقافة التي تتجسّد في الأرض والإنسان والزمن، ويحضر فيها اللون البنفسجي بوصفه جزءًا مهمًا ينعكس بوضوح في الامتداد الطبيعي لأرض المملكة، مُعبّرًا عن كرمها وعطائها المتدفق منذ الأزل.