ندوة الدرس الجامعي بـ"المدينة للكتاب" تطالب بنزع القداسة عن المناهج الأوروبية الحديثة

ضمن الأنشطة الثقافية للمعرض الذي تستمر فعالياته حتى الـ27 من مايو الجاري
جانب من حضور ندوة الدرس الجامعي والأدب بمعرض المدينة المنورة للكتاب
جانب من حضور ندوة الدرس الجامعي والأدب بمعرض المدينة المنورة للكتاب
تم النشر في

نظَّم معرض المدينة المنورة للكتاب 2023 ندوة حوارية بعنوان "الدرس الجامعي والأدب"، شارك فيها كل من عميد كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية سابقًا الدكتور الأديب ماهر الرحيلي، وأستاذة الفلسفة والنقد والأدب العربي الدكتورة رانية العرضاوي، وأدارتها الدكتورة فوزية الفهدي، وذلك ضمن الأنشطة الثقافية للمعرض، الذي تستمر أعماله وفعالياته حتى السابع والعشرين من شهر مايو الجاري.

وفي التفاصيل، أكد الدكتور "الرحيلي" أن الرسائل العلمية خدمت الأدب من خلال تحقيق التراث، ودراسة الظواهر الفنية.. وقال: "نعمل على أبحاث تمتد زمنيًّا من فترة ما قبل الإسلام إلى عصرنا الحاضر، وهو سباق الأقسام الجامعية على مدى عقود؛ وهذا يؤكد أن الحاجة ستتناقص؛ فالتحدي هو الأدب المعاصر، ونتاج الأدباء كيف نخدمه ونواكبه؟ كيف نشير لأدباء ودواوين وأجناس أدبية لم يتحدث عنها أحد؟".

وأشار "الرحيلي" إلى أنه لا يوجد اليوم أدب طفل لقلة الأبحاث في هذا المجال، وكذلك ليس هناك اهتمام بحثي في الأدب الشعبي الذي يحوي تاريخًا وصورًا فنية.. منوهًا بجهود مكتبة الملك فهد الوطنية في دعم الباحثين، ودور الأندية الأدبية التي نشرت كثيرًا من الرسالات الجامعية.

وبدورها، قالت الدكتورة رانية العرضاوي: "الأدب السعودي مادة زخمة، ومنجم ذهب، يحتاج لمكتشف جريء". مضيفة: "لدينا ما ليس لدى الآخرين. هويتنا الخليجية تحتاج لعين بصارة، لا تأخذ بالمسلَّمات، بل بالمقارنة والبحث. وفي تراثنا تخوم مجهولة، لم تُكتشف بعد، ومناطق بكر تحتاج للتنقيب فيها". مشيرة إلى أن انفتاح البحوث الأدبية العربية على المناهج الحديثة الأوروبية يستوجب النظر لها كمنتج بشري، ويجب أن يُنزع عنها القداسة، ولا بد من عقل عربي ناقد يحاكمها.. مؤكدة أن للأدب العربي شخصية مميزة؛ فالناقد أمامه تحديات كبيرة للتعامل مع المناهج، وعليه أن يتحرر من سجن نفسه في عقل غيره.

وشدَّدت "العرضاوي" على أن التجديد في العلوم الإنسانية صعب جدًّا؛ لذلك نلحظ تكرارًا في موضوعات الرسائل الجامعية. والحل -وفق طرحها- في اللجوء إلى الدراسات البينية؛ فالأدب يخضع للمنهج العلمي، ويستوجب التوسع في القراءة والاختمار الزمني، ومن الخطأ التسليم بإتمام بحث رصين خلال سنتين كما هو دارج في بحوث الترقية.

وحول وصاية النقد على الأدب أكدت أنه لا توجد وصاية على الأدباء، ولا يخضع الأدب للنقد، وادعاء ذلك من باب التبرير؛ فالناقد دائمًا يكون متهمًا إن لم يجل نصًّا منتشرًا.. فالنقد اليوم منتج إبداعي مظلوم، يصاحب الأدب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org